الغباء الجماعي والذكاء الفردي ودروس من التاريخ
كتاب الغباء الجماعي والذكاء الفردي ودروس من التاريخ يوضح هذا الكتاب كيف أن (الذكاء الفردي) هو أهم ما يميز -في تقديري- المصريين ، فالمصري تقريبًا يفهم في كل شئ ويحاول دائمًا أن يعرف معلومات كثيرة وتفاصيل أكثر عن موضوعات ليس مطلوب منه أصلًا أن يعرفها بكل هذه التفاصيل ، فتراه يفهم في السباكة والكهرباء والميكانيكا والأدوية المطلوبة لمعظم الأعراض والأمراض الشائعة ، كما يمكنه أن يذاكر لأولاده الدروس المختلفة ، كما يعرف الكثير عن البناء والتشطيب ، كما يمكنه في أي وقت الحديث عن موضوعات الساعة ، كمحلل سياسي استراتيجي أو خبير عسكري أو مدرب كرة قدم ، إلي غير ذلك من التخصصات التي قد يهتم بها أكثر من اهتمامه بتخصصه هو ولكن كل ما سبق وهو ما أسميه (الذكاء الفردي) له سبب يدفعه إلي اللجوء إليه ، وهذا السبب أسميه (الغباء الجماعي) وقد يكون انتشار ما اُسميه بالذكاء الفردي من أعراض مرض المجتمع الذي ألاحظه بوضوح ، وهو يحدث عندما يقوم الفرد بالقيام بعمله ناقص بعض الخطوات وعندها سوف تحتاج أن تقوم بإكمال هذا النقص حتي تحصل علي خدمة كاملة ، والمفترض أن يقوم كل فرد بأداء عمله كاملاً فيؤدي نفس الخدمة بنفس الجودة للجميع ، وهذا ما يمكن أن نسميه (الذكاء الجماعي) أما عندما يسود (الغباء الجماعي) فكل شخص في المجتمع مطلوب منه أن يستكمل أعمال الآخرين التي تخصه ، فلابد له أن يفهم في أعمال الآخرين ويلم بها حتي لا تضيع مصالحه وسط المجتمع ، وبالتالي ينمو ذكاءه الفردي ومعارفه ومعلوماته ومهاراته الفردية وعلاقاته وهو ما يجعله يتكلم في كل شئ ويحاول أن يفهم كل شئ وسيؤدي ذلك بالطبع إلي عدم إمكانية أن يُكمل أو يؤدي عمله هو شخصياً كاملاً فيؤثر ذلك علي الآخرين ، وهكذا فهذا النوع من المجتمعات يعتمد الفرد فيه علي نفسه ولا يثق في المجتمع ولا يشعر بالأمان إلا عندما يتولي كل شئونه بنفسه أو علي الأقل يتابع ما يفعله الآخرون لخدمته ، وقد تتولد كراهية المجتمع لدي الفرد أما مجتمع (الذكاء الجماعي) فلا يعرف أحد أي معلومات بالكاد إلا عن عمله فقط ولا يتحدث بعمق أو يفتي إلا في تخصصه فقط ويمكن اتهامه (بالغباء الفردي) وقد يكون الفرد سعيد بغباءه الفردي في نظير ذكاء مجتمعه الذي لا بجعله يشعر بأي مشاكل من أي نوع في جميع تفاصيل حياته ، فهو يرسل ابنه إلي المدرسة مثلًا وينسي أمره تمامًا ـ ولا يشغل باله فهناك –في المدرسة- من سيقوم بالعمل كاملًا نحو ابنه وبالتالي سيتفرغ هو تمامًا ويركز في أداء عمله الذي سيستفيد منه المجتمع بما فيه العاملون والمدرسون في مدرسة ابنه وهذا الكتاب يوضح هذه الظاهرة لعله يضيئ الطريق نحو الحلول الممكنة إن شاء الله وأرجو أن يلتمس لي القارئ العزيز العذر إذا ما وجد أي أخطاء ويفترض حُسن النية والله من وراء القصد وهو المستعان . محمد عبد العزيز عرموش المحتويات Contents المقدمة 3 المحتويات. 5 الاعتراف. 6 الأعراض.. 8 الذكاء الفردي وكراهية المجتمع : 8 هل تعرف أحد في المكان الفلاني ؟ : 9 دفع العربة في الاتجاه الصحيح : 11 لن يُفلت أحد من الغباء الجماعي. 11 الشماعة : 12 كيف وصف علماء الحملة الفرنسية الشعب المصري. 13 الفن والوعي العام : 15 أنا من طرف فلان. 16 تجاوز الدور في الطابور 18 عاطفيون. 19 بعض مما كُتِب عن المصريين. 20 خصائص الشخصية المصرية : 20 الطبيعة المصرية في أوهام الناس طبقاً لما كتب الأستاذ العقاد : 23 أكذوبة الاستبداد الشرقي : 24 المؤرخ ستانلي لين بول ووصفه الممتع لاحتفال المصريين بمولد سيدنا الحسين سنة 1882 م : 27 دروس وعبر من التاريخ. 28 أخلاق الدول تختلف عن أخلاق الأفراد 28 الفرق بين التغريب والتحديث. 30 هرم الحاجات المختل 32 أحاديث في حقوق المسلم 33 نبذة عن الكتاب. 36