نشأ بطل قصتنا منذ أن كان طفلًا كإبن ملك ، ولكن ليس كأي ابن ملك ، فشب وترعرع في مملكة أبيه ، إلي أن أصبح علي دراية بجميع أحوال المملكة التي كانت مملكة مركزية ومتنوعة ومتزايدة الاتساع ، وتُدار انطلاقًا من عاصمة يعيش فيها داخل القصر الملكي ، في القسم المخصص للسُكني ، حيث كان القصر يحتوي علي أقسام أخري يتم فيها أمور أخري وليست للسكن ، وكان بطلنا يتلقي تعليمًا يليق بولي للعهد ووريث للعرش
ولأن والده كان من الملوك المحاربين ، فقد اعتاد الفتي علي سماع أصوات طبول الحرب وصهيل الخيل باستمرار ، كما اعتاد رؤية آثار إراقة الدماء علي صفائح السيوف وأسنة الرماح ، وكم تابع خروج الحملة تلو الأخري ، والجحافل تتبع بعضها بعضًا
وكان طابع المملكة المادي قوة مهمة في تكوين مَلِك ، يتعيَّن عليه تجريد حملات طوال السنة ، متحملًا درجات حرارة تصل إلي حد التجمد شتاءً ، وخصوصًا في الجبال ، وقيظ الصيف الذي تتجاوز فيه درجة الحرارة 40 درجة مئوية ، ونظرًا لإمكانية استخدام العدو وديان الأنهار والممرات الجبلية كنقاط يغزو منها المملكة ، كان من الضروري أن يعرف هذه الملامح الطبيعية جيدًا ، وكان الحفاظ علي الأمن في المناطق الجبلية العليا من المملكة يؤدي إلي مواجهات خطيرة مع حيوانات مفترسة ورعايا ساخطين ، وقد كان بطلنا يتميز كباقي أفراد عائلته بالبراعة في الصيد البري
وكانت الدراية بالأنهار تتطلب عبورها عند اللزوم ، إذن فبطل قصتنا لم يتركه والده ليعيش حياة التنعم في القصر بل دفعه للتدريب علي الحياة الشاقة ، ليشتد عوده وتزداد خبرته ، ويتأهل لحكم المملكة عن جدارة