الايمان بالقرآن الكريم و الكتب السماوية
فهذا الكتابُ يتحدّث عن الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية، وهو من ضمن سلسلة أركان الإيمان، وقد قمت بتقسيمه إلى بابين؛ أما الباب الأول: فقد خصص للإيمان بالقرآن الكريم، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: تحدّثت فيه عن القرآن الكريم، تعريفه وعظمته وأسماؤه، ثم صفاته، ومنها: الحكيم، والعزيز، والكريم، والمجيد، والعظيم، والبشير، والنذير. وفي الفصل الثاني: أشرت إلى خصائص القرآن الكريم، والتي من أهمها كونه كتاب إلهي، ومحفوظ ومعجز، ومبيَّن وميسَّر، وكتاب هداية، وكتاب الإنسانية كلها والزمن كله، ونزل بأرقى اللغات وأجمعِها، ومهيمنٌ على الكتب السماوية السابقة. وفي الفصل الثالث: تكلمت عن مقاصد القرآن الكريم، والتي من أهمها، تصحيح العقائد والتصورات، وتزكية النفس البشرية، وعبادة الله وتقواه، وإقامة العدل بين الناس، والشورى، والحرية، ورفع الحرج، وتقرير كرامة الإنسان بالأخلاق والفضائل، وتقرير حقوق الإنسان، كحق الحياة والحرية والمساواة والعدالة، وحق الفرد في محاكمة عادلة، وحق الحماية من تعسف السلطة، وحق الفرد في حماية عرضه وسمعته، وحق اللجوء، وحقوق الأقليات، وحق المشاركة في الحياة العامة، وحق الدعوة والبلاغ والحقوق الاقتصادية، وحق المِلْكية، وحق العامل، وحق الفرد في كفايته من مقومات الحياة، وتأكيد حقوق الضعفاء. ومن مقاصد القرآن الكريم: تكوين الأسرة الصالحة، وإنصاف المرأة وتحريرها من ظلم الجاهلية، وبناء الأمة الشهيدة على الناس، والسماحة والرحمة، والوفاء بالعهود والعقود. وفي الفصل الرابع: تكلّمت عن جمع القرآن وكتابته، وقد بيّنت المراحل التي مرَّ بها المشروع الحضاري في جمع القرآن الكريم، وكتابته من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. أما الباب الثاني: فقد تحدّث عن الكتب السماوية، وقد تضمن خمسة فصول: الفصل الأول: في وجوب الإيمان بالكتب السماوية . والفصل الثاني: في الكتب التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. والفصل الثالث: في تحريف الكتب السابقة . والفصل الرابع: في أهمية الإيمان بالكتب السماوية. أما الفصل الخامس: ففي بيان أن القرآن الكريم نسخ الكتب السابقة كلها. هذا وقد انتهيتُ من هذا الكتاب يوم الخميس في الساعة السادسة إلا ربع مساءً بتاريخ 24 شعبان 1431هـ الموافق 5/8/2010م، والفضل للهِ من قبلُ ومن بعدُ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبّل هذا العمل، ويشرح صدورَ العباد للانتفاع به، ويبارك فيه بمنه وكرمه وجُوْده، قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]. ولا يسعني في نهاية هذا الكتاب إلا أن أقفَ بقلب خاشعٍ منيبٍ أمام خالقي العظيم، وإلهي الكريم، معترفاً بفضله وكرمه وجُوده، متبرئاً من حولي وقوتي، ملتجئاً إليه في كل حركاتي وسكناتي، وحياتي ومماتي، فالله خالقي هو المتفضل، وربي الكريم هو المعين، وإلهي العظيم هو الموفق، فلو تخلّى عني ووكلني إلى عقلي ونفسي لتبلّد مني العقل، ولغابت الذاكرة، وليبست الأصابع، ولجفّتِ العواطف، ولتحجّرت المشاعر، ولعجز القلم عن البيان، اللهم بصرني بما يرضيك، واشرح له صدري، وجنبني اللهم ما لا يرضيك، واصرفه عن قلبي وتفكيري، وأسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل عملي لوجهك خالصاً، ولعبادك نافعاً، وأن تثيبني على كلِّ حرف كتبته، وتجعله في ميزان حسناتي، وأن تثيب إخواني الذين أعانوني على إتمام هذا الجهد الذي لولاك ما كان له وجودٌ ولا انتشارٌ بين الناس، ونرجو من كل مسلم يطلع على هذا الكتاب ألا ينسى العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورحمته ورضوانه من دعائه. ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].