جريمة اغتيال الأسرى المصريين
يعد الأدب من أوثق البراهين وأهمها، التي يمكن الاستناد إليها في استخلاص المعلومات، عن تكوينات، واتجاهات أي مجتمع من المجتمعات، والوصول إلى بواطنه المختلفة، والتي يصعب في كثير من الأحيان رصدها عبر مصادر أخرى من كتابات مباشرة، سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وفلسفية. فالعمل الأدبي يتناول الأحداث السياسية، والاجتماعية، وغيرها، وهناك اتفاق على أن العمل الأدبي يعتبر بمثابة وثيقة تاريخية، استنادًا على تضمين أية رواية لإشارات زمانية، ومكانية، مأخوذة من الواقع، بشرط أن تحتوي على معان إنسانية تشمل العالم، ولا تحد بمحيط ضيق، والنص الأدبي يؤثر، ويتأثر بالسياق الاجتماعي للمجتمع، متضمناً الوقائع التي يعيشها الإنسان. ونحن في مجال بحثنا، وتعقبنا للمجتمع الإسرائيلي، والتعرف عليه، وعلى مراحل تكونه، وتبلوره، والتزود بالمعرفة حول مكامن القوة، والضعف داخله، كان لزاماً علينا أن نتجه صوب آداب هذا المجتمع، وبالتحديد صوب اتجاه الواقعية ، حيث تبرز لنا الصورة بتفاصيلها، ودقائقها، معبرة عن هذا المجتمع بكل ما يموج فيه من صراعات، وتخبطات، وصدامات مختلفة، وما يمارسه الإنسان من نشاطات، وعلاقات تفرز طابع هذا الإنسان، وعلاقته مع البيئة، التي يحاول التكيف، والتأقلم فيها، ثقافياً، واجتماعياً.