Search

في هذه الدراسة العلمية شرح مفصل وموثق بالوثائق السرية للتدخل الاستعماري الأمريكي في الأزمة السياسية اللبنانية سنة 1958م، حيث أن هذا التدخل ناجماً بالدرجة الأساسية من المصالح الاقتصادية والعسكرية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية والدعم الرئيسي للنظام في إسرائيل، يتبين ذلك من خلال الفهم العميق للإستراتيجية السياسية المرنة للإمبريالية الأمريكية، واعتمادها في كل مكان على تلك الطبقة الاستغلالية الرجعية الأكثر قدرة على قهر الجماهير والشعوب، والأكثر إذعاناً لعقد صفقات تخضع السيادة القومية لمصالح الاستعمار بوجه عام، والإمبريالية الأمريكية بوجه خاص من أجل الحفاظ على مصالح تلك الطبقة الاستغلالية الرجعية ولو على حساب آمال وآلام ودماء الشعوب "ولبنان نموذج لذلك". كما يحتوي هذا الكتاب على عرض واضح لاستخدام الأمريكيين لطبقة الرأسمالية البيروقراطية، ودعاة الرأسمالية الجدد في إطار مخطط عام للاستعمار والسيطرة والتوسع على حساب الشعب العربي بكل طوائفه في لبنان.

تعد دراسة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية من الدراسات الشاقة والعسيرة والممتعة في الوقت نفسه، وكذلك فهي من الدراسات المهمة والحيوية في إطار رؤية عصرية وحدودية لتاريخ أمة العرب والمسلمين، لذا جاء هذا الكتاب ليكرس بناء الماضي والحاضر والمستقبل الحضاري للأمة العربية والإسلامية والتفاعل مع كافة النواحي الحياتية والحضارية للحضارة العربية الإسلامية سياسياً، وإدارياً، وقضائياً وعسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وفكرياً وفنياً كنظام حياة متكاملة. ويهدف هذا الكتاب إلى السعي لتحقيق الأهداف التالية: - تعريف الباحث والدارس بقضايا الحضارة العربية الإسلامية من كافة النواحي. - بلورة مفهوم الحضارة العربية الإسلامية، وإبراز تفوقها في كافة المجالات. - إبراز مفاهيم الحرية، والشورى، والعدل، والمحبة، والسلام، والكلمة الطيبة والجمال من خلال مسيرة الحضارة العربية الإسلامية. - إبراز الدور العالمي الذي احتله المسلمون في كل نادِ ووادٍ وفي كل مجال. - إبراز الدور المشرف للحضارة العربية الإسلامية من خلال إسهامها في الحضارة والفكر العالمي.

إن النظام السياسي الاردني قد تم تحديده ورسمه من خلال وضع الدستور الأردني لنصوص دستورية واضحة لا لبس فيها ولا غموض، حيث حددت مختلف المسائل التي تخص المواطن الاردني، وحددت الحقوق والواجبات والحريات العامة والسلطات الدستورية في الدولة واختصاصات وواجبات كل سلطة من هذه السلطات، حيث مر النظام السياسي بمراحل متعددة صعبة ومنذ عام 1916 بداية تكون إمارة شرقي الأردن وإجماع العشائر الأردنية على اختبار الملك عبدالله الأول بن الحسين بن علي حاكما عليهم وزعيما على شرق الأردن. ارتبط تطور النظام السياسي في الأردن بالتطور الدستوري، حيث تم تعديل نصوص دستور عام 1952 عام 2011 تقريبا (42 ) مادة منه لما يحقق مصلحة الشعب في تنمية الحياة السياسية وتطوير الأحزاب السياسية والمحكمة الدستورية وإقرار الحريات العامة وحماية وسائل الإعلام والصحافة والطباعة والتعليم والعمل وإدخال التعديلات الجوهرية على الدستور التي تضمن الحقوق المدنية والسياسية للمواطن الأردني بما ينسجم والمواثيق الدولية. إن الأردن دولة مستقلة ذات سيادة لا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها أو مقدساتها أو مؤسساتها الاقتصادية أو الاستثمارية أو بيعها أو التصرف بها لأنها ملك الشعب الأردني.

أضعُ بين أيديكم هذا الكتاب المتواضع في عدد صفحاته، محاولا فيه تسليط الضوء على مفاهيم علمية واجتماعية من منظور مختلف عما هو معهود، فلقد تغيرت الكثير من المفاهيم الإجتماعيّة وقيم الأخلاق جراءَ الغزو الإلكتروني للمجتمعات البشرية من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ في هذا العالم المعاصر ونحن في بداية الالفية الثالثة منه، وأصبح من الضروري بمكان أن يعي مستخدموها العرب كيف بُنيت خوارزمياتها المختلفة، وما علاقة هذه الخوارزميات بمنظومة القيم الإجتماعيّة الإسلامية والعربية، ولاسيما أن واضعيها هم من الخبراء الأجانب الأعاجم، فلابد من ايجاد نقاط التقاطع بينها وبين مبادئنا العربية، ومواضع الاختلاف و التناقض أيضاً. في كل فصل من هذا الكتاب أناقش فكرةً علميةً أو اجتماعيةً وأحياناً قصصيةً ذات اهتمامٍ اجتماعيّ واسع، أو فكرةً علميةً دارجة، ولكن تُطرح بمنهجيةٍ تحليليةٍ هندسيةٍ وعلميةٍ بحتة، هدفُها الوصولُ إلى مفهومٍ جديدٍ لذات الفكرة من منظور حدَثيّ مبني على المنطق ما أمكن، فقد تكون بعضُ المتوارثات من الأفكار والمفاهيم ابتعدت كثيراً عن مقاصدها، وناءت بعيداً عن اهدافها، أو قد فُرّغت من محتواها، وانتشرت شكلياً بين الناس بلا فائدةٍ تذكر. وبناءً عليه، لقد بُنيت فكرة هذا الكتاب على مناقشاتٍ من قضايا معاصرة، ومشاهداتٍ مجتمعيةٍ واقعية و افتراضيةٍ إليكترونية بذات الوقت، ولكن باستخدام أيدولوجيةٍ مختلفة، امتزجت فيها خبرةُ الغرب مع الشرق، والحلُّ والترحال في أقاصي الأرض وأدناها، وعلى مدار ما ينيف على خمسة عشر عاماً. خلاصة القول، كلّي أملٌ أن ينال هذا الجهد المتواضع اعجابكم وبه إضافةٌ لمعلوماتكم، داعياً الله العلي القدير أن يكون علماً نافعاً لنا ولكم في الدارين، ولناشئةِ هذا الجيل الجديد، محطُّ الآمال، ونواةُ مستقبل الأمّة.

أضعُ بين أيديكم كتابي الثاني هذا، المتواضع في عدد صفحاته، بعد صدور كتابي الأول (عندما تصمت الأوهام) مطلع عام 2023، بحمد الله وفضله، محاولاً فيه تسليط الضوء على حقائق علمية واجتماعية هذه المرة، ومن منظور مختلف عمّا هو معهود بين الناس وفي الكتاب الأول، فلقد تغيّرت الكثير من المفاهيم الإجتماعيّة وقيم الأخلاق جراءَ الغزو الإلكتروني المعاصر، والتي غزت المجتمعات البشرية فكرياً من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ في بداية الألفية الثالثة، وأصبح من الضروري بمكان أن يعي مستخدموها العرب كيف بُنيت خوارزمياتها المختلفة، وما علاقة هذه الخوارزميات الأجنبية بمنظومة القيم الإجتماعيّة الإسلامية والعربية من جهة، وبين تزييف وتحريف ديمغرافياتٍ كانت تُعدّ ثوابت وحقائق راسخة، وآلت وللأسف الى أن تكون نسياً منسياً بين أجيال هذا الزمن الإليكتروني، ولاسيما أنّ واضعيها هم من الخبراء الأجانب الأعاجم، فكان لابدّ من إيجاد نقاط التقاطع بينها وبين مبادئنا العربية، ومواضع الإختلاف والتناقض أيضاً.

"لقد ظهرت في مصر في تاريخها الحديث والمعاصر جماعات وصولية (ليست بدينية – لأن الدين وقيمه تكون للبناء والإعداد والتربية والتنشئة وليس الوصول للحكم أولا) لا تستخدم سوى الدين وسيلة للوصول إلى اهدافها مستغلة انعدام الوعي الديني والسلبية في قطاع عريض من المجتمع المصري. قصة الدين واسعة، فقد أخذت إنجلترا تعمل على التفرقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر وإشعال نار الفتنة فيما بينهم، فقام القمص سرجيوس، باعتلاء منبر الأزهر الشريف وسجل التاريخ خطبة القمص سرجيوس بأحرف من نور، وخاصة قوله ""إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم في مصر بحجة حماية الأقباط، فليمت الأقباط ويحيا المسلمون أحرارا ولو احتاج الاستقلال إلى مليون قبطي فلا بأس من التضحية"". هذا الأمر نفسه استخدمته فرنسا في سوريا وأدعت أنها جاءت إلى سورية لحماية …مسيحيي الشرق، فما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله.

كان اليهود ومازالوا هم أصحاب الشرور والخراب والدمار في هذا العالم وإليهم يُنسب كل شر على هذا الأرض؛ فهم قتلةُ الأنبياء، وهم أعداءُ الحضارة، وهم من قتلوا وشردوا آلاف الأبرياء، وهم من تاجروا بصحة الملايين، وهتكوا آلاف الأعراض، واستباحوا حرمات الملايين ونهبوا وسرقوا مقدرات الشعوب، وزيّفوا وزورا التاريخ وتلاعبوا بعقول مليارات من البشر وفعلوا كل ذلك فقط لأجل مصلحتهم ومكاسبهم المادية التي جنوا من خلالها الآلاف التي لا تحصى من المليارات حتى أصبحوا اليوم هم القلة المتحكمة في إصدار أوراق النقد وهم أيضًا المتحكمون في مصائر وأرواح المليارات من البشر، وأصبحت لهم اليد الطولى في إصدار القوانين التي تحكم العالم، وكأن العالم له دستور واحد هو الدستور الذي وضعه اليهود ومن خلاله يملكون ويحكمون كل من فوق الأرض. من أجل ذلك كله كان هذا الكتاب الذي يكشف تلك الحقائق ويقوم بتوعية العالم كله بخطورة هؤلاء اليهود وإزالة الغبار عن كثير من الحقائق التي كانت في طي النسيان ويحاول اليهود إخفاءها بشتى السبل.

شهد لبنان خلال اقل من نصف قرن على استقلاله أكثر من أزمة سياسية حادة، تجسدت في انشقاق واضح في جسم المجتمع اللبناني. وقد تطور بعض هذه الأزمات في ظل ظروف إقليمية ودولية معينة في منطقة الشرق الأوسط إلى شبه حرب أهلية، كما حدث عام 1958.كما أن أحداها تطور إلى حرب أهلية فعلية، كالتي اندلعت عام 1975 والتي عانى اللبنانيون الكثير من ويلاتها، ومآسيها، وما زالوا حتى اليوم يعانون نتائجها العكسية على أكثر من جانب. وإذا كان نشوء الأزمات السياسية والاقتصادية تعد أمراً طبيعياً في سيرة الأمم والشعوب لا سيما في عصرنا الحاضر، فإنه يبدوا من غير الطبيعي أن يظهر شبح حرب أهلية من وراء كل أزمة سياسية في بلد صغير كلبنان، مثل تلك الأزمات الدامية، دون أن يلم بجميع ظروفها وأسبابها الحقيقية.ومن هنا تبدو لنا ضرورة البحث العلمي الحقيقي في أسباب تلك الأزمات، ومنها أزمة لبنان السياسية 1957ـ1958، كي يتسنى للأجيال القادمة استخلاص العبر مما حدث وتهتدي إلى الحل الذي يساعد اللبنانيين على تجنب الوقوع في مصيدة تلك الأزمات الدامية في المستقبل.