الحميدي منهجه وموارده في كتابه جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس
اشتغل الاندليسيون بالتاريخ منذ القرن الثالث الهجري، وبعد عبد الملك بن حبيب السلمي المتوفي سنة 238هـ اول من كتب بالتاريخ في الاندلس، ومنذ القرن الرابع الهجري وحتى نهاية النصف الثاني من القرن العاشر الهجري ظهر هناك علماء اندلسیون اهتموا بالتراجم والسير وتركوا مؤلفات عديدة لمن لهم عناية بالعلم والمعرفة، وقد تعددت هذه المؤلفات وتنوعت مفاهيمها، فمنها من اختص بجانب معين من علوم الشيوخ مثل كتاب (( قضاة قرطبة ((( للخشني، ومنها جامعة التراجم شيوخ يختلفون صناعة وطبقة تجمعهم صفة الجدارة والاستحقاق ان يترجم لهم وتدون سيرهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر تذکر کتاب (( تاریخ علماء الاندلس () لابن الفرضى وكتاب (( بغية الملتمس في تاريخ رجال اهل الاندلس (( للضبي وغيرهما، وتلاحظ في هذا النوع من التراجم اجتماع الفقيه والمحدث والمؤرخ والشاعر والقاضي وغيرهم، كما يجتمع رجل من القرن الأول بجانب آخر من القرن الثاني أو الثالث أو ما بعدها