التخطيط الدعوي واستشراف المستقبل في السنة النبوية
ملخص البحث: من متطلبات البصيرة الدعوية حسن تفاعل الدعاة إلى الله تعالى مع مستجدات العصر الفنية والمهارية ، والتي من أبرزها علم التخطيط واستشراف المستقبل ، ومع وجود أصول تطبيقية لهذه المعارف في مصادر الوحي الرباني من كتاب وسنة ، لم تبرز بصورة علوم وفنون مستقلة إلا في عصور متأخرة ، وفي هذا الإطار يأتي هذا البحث الموجز عن التخطيط الدعوي في السنة النبوية المشرفة ، موضحا مكانة السنة النبوية المشرفة من علم الدعوة ، باعتبارها مصدراً من مصادره ، وأصلاً ودليلاً من أدلته ، وضابطاً ومقوماً للجهود الدعوية المتنوعة. وفي هذه الدراسة – أيضاً- بيان لما اجتمع للنبي صلى الله عليه وسلم من مرتكزات التخطيط واستشراف المستقبل بكل أبعادها ومجالاتها ، من كمال الرسالة الربانية وكمال الشخصية البشرية، ووضوح الوظيفة المؤتمن عليها ، وتحديد الشريحة المستهدفة في دعوته ، إضافة إلى ثروة عظيمة من التجارب السابقة المعروضة في سياق القصص القرآني ، وخبرته بقومه الذين بعث فيهم نبياً ورسولا صلى الله عليه وسلم ، مع ما حظي به من عناية ربانية مسددة ، ومن هنا كان التفوق والنجاح ، والإنجاز والإبداع ، سمة من سمات النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أحاط بما يحتاج إليه من تاريخ السابقين ، وأحسن التفاعل مع الواقع والحاضر الذي يعيشه ، واستشرف المستقبل المنظور بخبرة وبصيرة ، حتى تحقق له تمام المسيرة الدعوية بلاغاً وتعليماً وتطبيقاً. كما ركزت الدراسة على عدد من النصوص والمواقف المحمدية في مجال الدعوة التبليغية والتعليمية والتطبيقية كنموذج دعوي فريد ، جمع بين معطيات التشريع وضوابطه ، ومعارف الواقع وفنياته ، بمهارة وكفاءة عالية ، سطر من خلالها صورة حضارية مشرقة ، يشع نورها من هذا التناسق الفريد بين التشريع والواقع ، مما جعل منه أسوة للعالمين ، ومن هنا اقترحت الدراسة قواعد للتخطيط الدعوي ، سواء منها ما يتعلق بالشرع وضوابطه الحاكمة ، أو بالواقع ومعطياته الفنية ، أو بالقدرات والإمكانات المهارية ، وبهذا تعتبر الدراسة جهداً متمماً ومتابعاً لما بذله العلماء والدعاة في هذا الإطار ، وتوسيعاً وبياناً لمجال من مجالات علم الدعوة إلى الله تعالى. http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/homear.aspx?id=8&Root=yes&authid=1510