التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر
مصطلحُ التجديد مصطلحٌ أثيرٌ في النصوص الإسلامية والتراث الإسلامي، وتتَّسع دلالتُه الأصلية واستعمالاته المعاصرة لشؤون الحياة كلّها، وبخاصّة عند الانطلاق من مرجعية دينية إسلامية في فهم هذه الشؤون، في المجالات المختلفة، أو في تطوير منهجية إسلامية في التعامل مع هذه الشؤون. والتجديد الفكري يعني النظرَ في الحالة الفكرية العامَّة للفرد والأمَّة، ويمتدُّ للنظر في ميادين الفكر المتخصصة في علوم الشريعة وفي علوم الاقتصاد والسياسة والإدارة وغيرها. وكلُّ ذلك يلزمه الوعيُ بالحاجة إلى التجديد. وتظهر أهمية التجديد الفكري في الحاجة الدائمة لتوليد الأفكار التي يحتاجها الفرد والمجتمع، وتوظيفها لبقاء الحيوية والعافية في جسد الأمة وحياتها؛ وفي حالة أية مؤسسة، فتوقف التجديد والتطوير في عمل المؤسسة، واكتفاؤها بممارسات روتينية يجري تكرارها، يفقدها مسوّغ وجودها. ثمَّة كتابات كثيرة تناولت مفهوم التجديد، وتجارب التجديد في عدد من حقول المعرفة أو الممارسات العملية. لكن الحاجة الدائمة لمراجعة الجهود التجديدية وتقويمها وضمان استمرارها هي كذلك من التجديد. وقد تخصص هذا الكتاب في بيان موقع التجديد في جهود الإصلاح الإسلامي المعاصر، والحديث عن مشروع إسلامية المعرفة بوصفه مشروعاً تجديداً في الفكر الإسلامي المعاصر، جاء في سياق زماني ومكاني محدد، واحتضنته مؤسسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي. وتضمن الكتاب عرضاً تحليلياً موجزاً للتوجهات المختلفة لفئات من الكتابات التي تناولت التعريف بالمشروع وتطبيقاته ونقده.