الشعر الأيوبي وتأثره بالفكر الشيعي
أهملت دراسة الأدب في مصر الإسلامية زمنًا؛ ظنًّا من الدارسين أن هذا الأدب لا يرقى إلى درجة الآداب الأخرى، وأن ليس بمصر من الشعراء والكتاب الكبار من يستحق الدراسة، وأن مصر ليس لها دور في الحياة الأدبية، رغم أن أدب مصر الإسلامية مجال خصب ما زال في حاجة إلى البحث والدرس. والحق أننا لو بحثنا ونقبنا لتبين لنا أن مصر لم تكن في يوم من الأيام بمعزل عن غيرها، بل كانت متفاعلة، وكان لها دور فعال في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية؛ إذ يكفي أنها كانت مركزا ثقافيا مهمًّا منذ الفتح الإسلامي، ولها تراثها الأدبي الذي لا ينكر. لكل هذا اتجهت إلى دراسة أدبنا العربي في مصر، أو ما يسمى أدب مصر الإسلامية، ولكن لا يجب أن يؤخذ هذا على أنني داع للفكرة الإقليمية، والحق أن كل دراسة في إقليم عربي تصب في النهاية في نهر واحد هو دراسة الأدب العربي. وحينما شرعت في البحث في هذا الأدب، وجدته أدبًا مزدهرًا متعدد الجوانب، ووجدت كثيرًا من الأدباء والمؤرخين المسلمين قد عنوا بمصر، وأفردوا كتبًا للحديث عنها، ورأيتني أمام قلعة يلجأ إليها الأدباء والنحاة والمحدثون والفقهاء والمتصوفة، ورأيتني أمام جمهور كبير وافد إليها، ورأيتني أمام حركة علمية وأدبية نشطة، وهذا ما دفعني إلى القول بأن دراسة الأدب في مصر الإسلامية مجال خصب، يحتاج إلى جهود الدارسين والباحثين. فتشت في هذا الأدب، فرأيت ظاهرة أدبية تستحق الدراسة، وهي أن الأدب في العصر الأيوبي تسربت إليه العقائد الشيعية، فذهبت أرصد هذه الظاهرة؛ لأتبين أسبابها وعللها، وأكشف عن أثر تلك العقيدة في هذا الشعر، فاستقام لي هذا البحث، وهو: الشعر الأيوبي وتأثره بالفكر الشيعي. Descriptor(s): ARABIC POETRY | LITERARY CRITICISM | LITERARY ANALYSIS | LITERARY STYLE | SHIITES | AYYOUBIDS 1174-1252 | ARAB POETS