العلاقات الدولية في عصر التكنولوجيات الرقمية تحولات عميقة..مسارات جديدة
يعالج عبر محاوره الأربعة ومقالاته التي تفوق العشرين، أهم التحولات التي مست العلاقات الدولية في ظل التطورات التكنولوجية الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، مما جعل البيئة الدولية التي تتفاعل ضمنها مختلف الفواعل مرتبطة بشكل واضح بالعالم الافتراضي والفضاء السيبراني اللامحدود والعصي على التحكم والمراقبة، مما أبرز تحديات ورهانات جديدة في وجه الإنسان المعاصر ولا سيما صناع القرار، فقد أخذت التهديدات الأمنية أبعادا جديدة، وأصبحت الثقافات المحلية والخصوصيات الحضارية محل مساءلة وتنميط، وضحية لحرب استبدال وإلحاق، وتحولت الهيمنة إلى مرادف لامتلاك التكنولوجيا والقدرة على الإبداع والابتكار وتسخير كل ذلك في خدمة المشروع العولمي الليبرالي، فتغيرت أشكال الحرب والجريمة، وأنماط التواصل والتفاعلات، والبنى الاقتصادية والتعاملات المالية، مع دخول الرقمنة وانترنيت الأشياء وغيرها في صلب الحياة المعاصرة بشكل غير مسبوق، وهو ما يبشر بتحولات عميقة ومسارات جديدة ستشهدها العلاقات الدولية، في ظل هذا العصر المتميز بثورة التكنولوجيات الرقمية الهائلة، ويأتي هذا العمل كثمرة لجهد جماعي لنخبة من الباحثين في مجال العلاقات الدولية والتنظيمات السياسية وعلوم الإعلام والاتصال من مختلف الجامعات الجزائرية، لتسليط الضوء ولو على جزء يسير مما يخبئه لنا المستقبل، الذي ستكون التكنولوجيات المتقدمة عماده، والمسيطرون على تلك التكنولوجيات هم الأسياد فيه والمتحكمون بمصائر البشر.