(تغريبتان جزائرية وإسبانية )
التغريبة الجزائرية: بينما كان يشرح أحد "الدروس" و"الطلبة" صامتون "وكأن على رؤوسهم الطير"؛ رفع أحدهم يده قائلاً: _ (الله يَا أُسْتَاذ، إنَّكَ تُشَقْشِق كَمَا العَصَافِير).. وبعدما جلس ذلك "الطالب"، صدرت أصوات عدد من زملائه: _ (صَح، صَح، صَح).. ولما هدأت "الجَلَبَة" التي بدأها "الطالب" المعجب ب"شقشقة الأستاذ" – يقصد ب"شرحه"- قال "طالب" آخر: _ (إِي نَعَم شَرْحَك مُمْتَاز يَا شِيخ ولَكِين بِالفِرَنْسِيَّة يْكُون أَبْهَى). صدمه "الطالب" المعترض على "التدريس" ب"العربية" ف"كظم غيظه"، وقال بهدوء: _ (هَل حِزْب فَرَنْسَا بَعْد أَكْثَر من تَلاَتَة وعِشْرِين سَنَة من الاسْتِقْلاَل مَازَال له وُجُود؟!.. يَا أَخ إحْنَا مَاجِينَاش الجَزَايِر إلاَّ من أَجْل التَّعْرِيب، وانْت جَاي تْقُولِّي لَوْ بِالفَرَنْسِيَّة يِبْقَى أَحْسَن، أنَا أَتَعَجَّب بَعْد كُلّ السِّنِين دِي ومَازَال حِزْب فَرَنْسَا يَبُثّ سُمُومُه؛ وفِيكُم سَمَّاعُون لَهُم؟!). قال "الطالب": _ (عَرْبِيَّة، عَرْبِيَّة، رَاهَا إذَا عُرِّبَت خُرِّبَت). هاج "الطلبة" – ضد "الطالب" الكاره ل"العربية"- وماجوا؛ فجلس في صمت... التغريبة الإسبانية: عندما توقَّفُوا في "قرية" صغيرة – قبل وصولهم إلى "سلمنكا"- ليتناولوا "غداءهم"، قال "مُورالِس" "بِتَصَرُّف": _ (نَحْنُ الآن فِي إِقْلِيم أفِيلاَ Avila مَفْرُوض حَسَب الأَجِنْدَة، زِيَارَة مَدِينَة أفِيلاَ العَاصِمَة ولَكِن لاَ يُوجَد لَدَيْنَا وقْت). قال الدكتور "نادر": _ (أُوكِي، أُوكِي).. وبعد "هنيهة"، تحدث الدكتور "نادر" مع "مُورالِس" قائلًا "بتصرف": _ (رجاءً الابتعاد عن اللحوم عمومًا لئَلاَّ تكون لحم خنزير بدون أن ندري). قال "مُورالِس" "بتصرف": _ (سأطلب لكما سمكًا). قال الدكتور "نادر": _ (أُوكِي، أُوكِي).. وفي أثناء انشغال "مُورالِس" مع "الجرسون"؛ قال "العبد لله" للدكتور "نادر": _ (المَدِينَة الِّلي بِيْؤُولْ عَلِيهَا أفِيلاَ اسْمَهَا بِالعَرَبِي أَبُلاَّ.. كَان العَرَب زَمَان بِيْسَمُّوهَا أبُلَّه ويقولون أنها الحَدِّ الفَاصِل بَيْن الأنْدَلُس والشَّمَال المَسِيحِي.. واحسرتاه عَلَى أمْجَاد المُسْلِمِين فِي أسْبَانْيَا). قال الدكتور "نادر" بسرعة محاولا إسكات "العبد لله": _ (اسْكُتِ اسْكُتْ.. بَلاَشْ نِتْكَلِّمْ فِي الأُمُورْ دِي)...