قضايا في أسلمة العلوم الاجتماعية علم الاجتماع أنموذجا
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على نبي الهدى الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول الله تعالى في محكم تنزيله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[1] ويقول جل وعلا ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[2]. فالسبل كثيرة ولكنها لا تودي جميعها إلى معرفة الله جل وعلا، وسبل المعرفة وطرقها متعددة وتقود إلى غايات مختلفة ، وما كان منها مطابقا لمقصود الله تعالى ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾[3] كان سبيلا معرفيا قائما على الصراط المستقيم ، ومادون ذلك ما هو إلا خبط، ومتابعة سبل تفرق عن الصراط المستقيم ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾[4] ، فالعلم والمعرفة إما أن يقودا الإنسان باستخدام الوسائل المعرفية التي أعطاها له الله إلى شكر النعمة ، وإما أن يقوداه إلى كفران تلك النعمة وإتباع الهوى ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[5] ، ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾[6] ،﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾[7] والعلم والمعرفة القائمان على الإيمان بالله تعالى ، والاعتراف بالوحي هاديا ، والاعتراف بمصدريته للعلم والمعرفة اليقينية الهادية إلى استمداد المعرفة الكونية ، هو مقصود ومبتغى التأصيل الاسلامي للعلوم عموما والعلوم الاجتماعية خاصة ، تلك القضية التي بذلت من اجلها الجهود من الحادبين على أن تتبع خطاهم في العلم والمعرفة الصراط المستقيم ، وتحقيقا لقوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[8]. 1-سورة الأحزاب الآيات 70-71 2- سورة الأنعام آية 153 3-سورة فاطر آية 28 4-سورة الإنسان آية 3 [5]-سورة القصص آية 50. [6] -سورة الكهف آية 28. [7] -سورة الأعراف آية 176. [8] -سورة الذاريات آية 56.