معالم قرآنية في البناء.. بناء على منهاج النبوة
لا يماري أحد من أهل النَّصَفةِ ممن عنده أثارة من علم في أن من أجلّ نعم الله على الأمة المحمدية بل على البشرية كلها هذا القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون ينبوع الحكمة ونور الأبصار والبصائر. لقد حمل هذا الكتاب المجيد في معالمه النورانية نهجًا من البناء الحضاري القويم على صعيد الفرد والجماعة والأمة بشمول وعمق بالغين، فهذا القرآن المبين يهدي ويرشد العباد على خير منهج في دينهم ودنياهم لأقوم الحالات وأصوبها. إن هذه الصفحات التي يضمها هذا الكتاب بين دفتيه إنما هي ثمرة من ثمرات رحلة ميمونة منّ الله بها على المؤلف عاش من خلالها مع عدد وافرٍ من المعالم القرآنية المكي منها والمدني. ولقد تناولها بأمانة علمية منهجية محاولاً الكشف -قدر الطاقة- عن معانيها ومنارات الهداية في كل منها حسب موقعه المطروق في ساحة البناء الشامل بمعناه الإسلامي الحضاري الذي يتناول -مع العقيدة والعبادة والأخلاق- شؤون الحياة بأكملها لأن جذور حضارتنا الإسلامية تكمن في هذه المعالم الخيرة. كم تركز هذه الصفحات على حقيقة لابد أن يعيها الجميع وهي: «أينما وجدت المصلحة في عرف هذه الحقيقة: فثم شرع الله ودينه». ونحن إذ نقدم هذا الكتاب للقراء الكرام لنأمل أن يكون خير معين بعد الله على الرقي والنهوض والعمل بما ينفعهم في الدنيا والآخرة.