موسوعة تاريخ العالم الإسلامى
بدأت الدولة الإسلامية فى المدينة المنورة بعد جهاد طويل، وصبر عجيب، ومصابرة على طريق شاق شائك، استمر منذ نزلت الرسالة على قلب الأمين محمد (صلى الله عليه وسلم) فى مكة، حتى قيام الدولة الإسلامية التى أسسها النبى (عليه السلام) مع أصحابه من المهاجرين والأنصار ، (1-11هـ) ، خلالها قويت دعائم الدولة الإسلامية وأتمت رسالتها. وبعد وفاة النبى (عليه السلام) ، قامت دولة الخلافة الراشدة (11هـ- 41هـ) وكان الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم من صفوة الرجال العظماء، والقادة الكبار، الأتقياء الأصفياء، وسجل لهم التاريخ جليل الأعمال، وعظائم الإنجازات ، وكان جيل هذا العصر أعظم الأجيال والأصحاب، وأكثرهم إخلاصا وتفانيا، لا يخيفه كسرى ولا قيصر، ولا ملك ولا أمير، بل كان الله غايتهم فى كل صغيرة وكبيرة ولأن لكل أجل كتاب، ولكل أمة أجل ، والله بيده الملك يقلب الليل والنهار، فقد قامت الدولة الأموية ، وسرعان ما سقطت (41هـ- 132 هـ) ، بعد أن حققت تلك الدولة انجازات كبرى للأمة الإسلامية ، وقدمت العديد من العظماء ممن تركوا آثارا ضخمة فى ميادين السياسة والدعوة والحرب والفكر والإدارة،وقادت المسلمين على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم وطموحاتهم أكثر من تسعين عاما فى دولة واحدة ، امتدت من حدود الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا،وحكمت الدولة الأموية الناس بالسيف المسلول، والمال المبذول، فكان سيفها مصلتا على أعدائها، وما لها مكبلا لأنصارها، واعتمدت على العصبية التى لا يقوم الملك بدونها، واستمرت فى حكمها زمام قرن من الزمان، لم يغمد لها سيف.