مَفْهومُ النَّصِ عِنْدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب
إنه لكتاب خطير. ذلك أنه يكشف الغطاء عمّا أُزلِف، بالتوارث عبر الحقب المتعاقبة، من مفاهيم تفتقر الحِجيّة النقلية والعقلية معاً. فالبحث فى تشابك المعطيات الإسلامية مع الوقائع الاجتماعية، خاصةً فى العصر الإسلامى المبكر التالى مباشرةً لحقبة التأسيس النبوى، يكشف عن حدوث انقلابٍ حاد على المنظومة المرجعية الكليَّة، انتُهِكت معه البنية المعرفية الإسلامية بما تبدّى فى تأسيسٍ ثانٍ يفارق التأسيس الأول ولا يلتفت إلى التناقضات الحادثة بل يجمعها في تجاورٍ معاً فيما لا يزال سائداً حتى اليوم. اكتمل التأسيس الثانى النقيض بتحدده بشكلٍ قاطعٍ فى العهد العُمَرىّ الذي تغلّب على معضلة معاوقة نصوص التأسيس الأول بآلياتٍ متزامنة منها المنع القسرى والحجب، وما استعصى على ذلك أضحى مجالاً للتفكيك بكسر الرابطة بين الدال والمدلول، وبالتالى تشظِّى المعنى وانزلاقه، ومن ثمّ تجوال السلطة الحر فى النصوص، وفرض دلالة احتكارية افتئاتاً على الحقائق المعجمية والعرفية والشرعية. تبدّت، فى تحليل الكاتب بما ساقه من أدلة، معالم ذلك التغيير الحاد على النحو التالي: أولاً، أحلّ عُمر بن الخطاب العمل برأيه محلّ النصوص القطعية السند والدلالة. ثانيا، أضحت سياسة عُمَر سنّةً مُتّبعة بديلة ومرجعاً أوّليّاً للفقهاء والمفسرين فيما تلى من أزمنة، فيما كشف "عن الدور التاريخي الخطير للفقه في تبرير أفعال السلطة، عدواً على مقتضيات النظر الشرعي". ثالثاً، شيوع حالة من الفوضى المعرفية تتبين من "حجم اللامعقول في كتب التراث، تاريخاً وفقهاً وتفسيراً، بما حوت من خلطٍ ليس بالهين، وبما أسقطت من أحداث تركت فجواتٍ تُعد مشكلاً حتى اليوم". رابعاً، المبادأة بالعدوان، لذا فإنّ "كل الحروب التي أنشبتها السلطات الحاكمة لجزيرة العرب، ضد الأمم الأخرى – بعد وفاة الرسول (ص) – والتي أطلقوا عليها (الفتوحات الإسلامية) لم تكن من الدين في شيء، وإنما هي سياسة الملك". ولذلك فقد أطلقوا وصف الجهاد مخايلةً على حروبٍ لم تكن إلا سوقاً للسلب والنهب واقتناء السبايا واستعباد الذراري؛ وبالتالي فإن قضية تقسيم الغنائم في البلاد المفتوحة، باطلة من الأساس. إنه لكتاب خطير. ذلك أنه يكشف الغطاء عمّا أُزلِف، بالتوارث عبر الحقب المتعاقبة، من مفاهيم تفتقر الحِجيّة النقلية والعقلية معاً. فالبحث فى تشابك المعطيات الإسلامية مع الوقائع الاجتماعية، خاصةً فى العصر الإسلامى المبكر التالى مباشرةً لحقبة التأسيس النبوى، يكشف عن حدوث انقلابٍ حاد على المنظومة المرجعية الكليَّة، انتُهِكت معه البنية المعرفية الإسلامية بما تبدّى فى تأسيسٍ ثانٍ يفارق التأسيس الأول ولا يلتفت إلى التناقضات الحادثة بل يجمعها في تجاورٍ معاً فيما لا يزال سائداً حتى اليوم. اكتمل التأسيس الثانى النقيض بتحدده بشكلٍ قاطعٍ فى العهد العُمَرىّ الذي تغلّب على معضلة معاوقة نصوص التأسيس الأول بآلياتٍ متزامنة منها المنع القسرى والحجب، وما استعصى على ذلك أضحى مجالاً للتفكيك بكسر الرابطة بين الدال والمدلول، وبالتالى تشظِّى المعنى وانزلاقه، ومن ثمّ تجوال السلطة الحر فى النصوص، وفرض دلالة احتكارية افتئاتاً على الحقائق المعجمية والعرفية والشرعية. تبدّت، فى تحليل الكاتب بما ساقه من أدلة، معالم ذلك التغيير الحاد على النحو التالي: أولاً، أحلّ عُمر بن الخطاب العمل برأيه محلّ النصوص القطعية السند والدلالة. ثانيا، أضحت سياسة عُمَر سنّةً مُتّبعة بديلة ومرجعاً أوّليّاً للفقهاء والمفسرين فيما تلى من أزمنة، فيما كشف "عن الدور التاريخي الخطير للفقه في تبرير أفعال السلطة، عدواً على مقتضيات النظر الشرعي". ثالثاً، شيوع حالة من الفوضى المعرفية تتبين من "حجم اللامعقول في كتب التراث، تاريخاً وفقهاً وتفسيراً، بما حوت من خلطٍ ليس بالهين، وبما أسقطت من أحداث تركت فجواتٍ تُعد مشكلاً حتى اليوم". رابعاً، المبادأة بالعدوان، لذا فإنّ "كل الحروب التي أنشبتها السلطات الحاكمة لجزيرة العرب، ضد الأمم الأخرى – بعد وفاة الرسول (ص) – والتي أطلقوا عليها (الفتوحات الإسلامية) لم تكن من الدين في شيء، وإنما هي سياسة الملك". ولذلك فقد أطلقوا وصف الجهاد مخايلةً على حروبٍ لم تكن إلا سوقاً للسلب والنهب واقتناء السبايا واستعباد الذراري؛ وبالتالي فان قضية تقسيم الغنائم في البلاد المفتوحة، باطلة من الأساس.