من النص إلى الواقع: محاولة لإعادة بناء علم أصول الفقه (الجزء الأول)
«جاء وقتٌ واعتبر العالَمُ نفسَه خارج التراث، مُتفرجًا عليه، إما بدعوى الحِياد والموضوعية والتاريخية والبُعد عن الأيديولوجيا والمواقف الشخصية، أو خوفًا من أخذ موقف في عصر يُحاصَر فيه العالَم بين المِطرقة والسندان.» في هذا الجزء الأول من كتاب «من النص إلى الواقع» يرصد المؤلِّفُ النصَّ الماضي تكوينًا وبِنية، مُفسِحًا مجالًا للعقل المُسلِم، بغرض التعرُّف على الظروف التي وُلد فيها النص، بالإضافة إلى تحليلِ نصوص الأصوليين السابقين وتفكيكها، من بداياتها وحتى الآن، آخذًا في الاعتبار تطوُّر النصوص زمانيًّا، عبر تَتبُّع المسار التاريخي لعلم أصول الفقه وتحوُّلاته من كتاب «الرسالة» ﻟ «الشافعي» في القرن الثالث الهجري، وحتى «إرشاد الفحول» ﻟ «الشوكاني» في القرن الثالث عشر الهجري، مُؤكِّدًا على أن لكل متنٍ سببَ تأليفٍ في الواقع الذي ظهر فيه. بعدما أعاد الدكتور «حسن حنفي» بناءَ علمِ أصول الدين بكتابه «من العقيدة إلى الثورة»، وعلومِ الحكمة بكتابه «من النقل إلى الإبداع»، يأتي «من النص إلى الواقع» ليُعيد بناءَ علمِ أصول الفقه.