فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه شخصيته وعصره
فهذا الكتاب (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته، وعصره) يرجع الفضل في كتابته إِلى المولى - عزَّ وجل - ثمَّ إِلى مجموعةٍ خيِّرةٍ من العلماء، والشُّيوخ، والدُّعاة، الَّذين شجعوني على المضي في دراسة عصر الخلفاء الرَّاشدين، حتَّى إِنَّ أحدهم قال لي: لقد أصبحت هناك فجوة بين أبناء المسلمين وذلك العصر، وحدث خلطٌ في ترتيب الأوَّليات، حيث صار الكثير من أبناء المسلمين يلمُّون بسيرة الدُّعاة، والعلماء، والمصلحين، أكثر من إِلمامهم بسيرة الخلفاء الرَّاشدين، وأنَّ ذلك العصر غنيٌّ بالجوانب السِّياسيَّة، والتربويَّة، والإِعلاميَّة، والأخلاقيَّة، والاقتصاديَّة، والفكريَّة، والجهاديَّة، والفقهيَّة؛ التي نحن في أشدِّ الحاجة إِليها، ونحتاج أن نتتبَّع مؤسسات الدَّولة الإِسلاميَّة، وكيف تطوَّرت مع مسيرة الزَّمن، كالمؤسسة القضائيَّة، والماليَّة، ونظام الخلافة، والمؤسسة العسكريَّة، وتعيين الولاة، وما حدث من اجتهادات في ذلك العصر عندما احتكَّت الأمَّة الإِسلاميَّة بالحضارة الفارسيَّة، والرومانيَّة، وطبيعة حركة الفتوحات الإِسلاميَّة.