مسألة المعرفة والمنهج عند الغزالي
تتميز هذه الدراسة عن صوفية الغزالي. رحمة الله. بأنها حققت النظرة المعرفية التي يتبناها، ومناهج البحث التي تسندها وتبعاً لهذا فإنها وفقت في ملاحقة واستنباط معالجة العديد من القضايا التي حفل بها فكره، وهي متشعبة ونجحت في وضعها في مكانها المناسب من البنية المنطقية والمنهجية في فكره. فأثبتت، من غير شك.بأن خطاب الغزالي متماسك الرؤى متلاحم الأجزاء، على عكس ما أشيع عنه الأمر الذي خفف حدة الإشكالية التي اصطبغ بها وساعد، وبالتالي، على تخليصه مما ألحق به من أوهام أو الصق به من مثالب. وفضلا على هذا فقد لفتت الدراسة الانتظار إلى أهمية ( سياسة العلم) التي أخذ بها الغزالي وصمم على أساس منه خطابه، وبينت دورها الخطير في تشكله. كما أنها حللت مفهوم (النور) عنده وهو مفهوم مركزي في خطابه. حيث بينت أنه لا يخرج عن العقلانية بحال. وكذلك تحققت من ركون الغزالي إلى الظاهر البرهاني والتزامه به. قبل أن يتجاوزه في محاولة الارتياد وتأسيس عقلانية أرحب وأرقى كان الغزالي رحمه الله يتطلع إليها وبهذا فقد جاءت هذه الدراسة جديدة حقاً على مستوى الدراسات التي عالجت فكر عالجت فكر الغزالي. واستطاعت أن تغير مفاهيم عدة أشاعتها تلك الدراسات. وبينت تهافت بعض الآراء التي تضمنتها، الأمر الذي يوضح ما قام به الباحث. وإذا نضع بين يديك عزيزنا القارئ هذه الدراسة، فإننا نسأل الله عز وجل أن يوفق الباحث في إعداد دراسات أخرى تنحو ذات المنحى، فتستخرج البنى المعرفية والمنهجية لمفكرين آخرين متميزين في تراثنا العظيم، لتعميق وعينا به، وتدبر آفاقه والله نسأل التوفيق والسداد.