الصراع العثماني - الصفوي وآثاره في الشيعية في شمال بلاد الشام
في كتابه الصراع العثماني – الصفوي وآثاره في الشيعية في شمال بلاد الشام، الصادر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يبحث محمد جمال باروت في المتغيرات الاقتصادية – الاجتماعية - السياسية التي حكمت الصراع العثماني – الصفوي حول السيطرة على طريق الحرير، وآثاره في تطييف هذا الصراع في شكل صراع سني – شيعي، ويعتبر أن الصراع على طريق الحرير هو المتغير المستقل الذي حكم سائر المتغيرات الأخرى، لكن ما تلبث المتغيرات التابعة وهي هنا المتغيرات التطييفية أن تتحول إلى متغيرات مستقلة تمتلك دينامية ذاتية في تطورها وتأثيرها عبر مأسستها وقيامها بإعادة التنشئة الاجتماعية. ويحاول الكتاب أن يقدم معالجة وإضافة بحثيتين جديدتيْن في دراسة تلك المتغيرات وآثارها في عملية التطييف في شمال بلاد الشام التاريخية، بوصفه مصب الطرق التجارية العالمية الكبرى في زمن الصراع، وفي مقدمها مصب الطريق البري لطريق الحرير. وفي ضوء جدل المتغيرات الاجتماعية المستقلة والتابعة والوسيطة وغيرها في إطار منهج التاريخ الاجتماعي، يحاول الكتاب معالجة تطييف الصراع استنادًا إلى نتائج بحوث سابقة، وإلى المخطوطات العربية المتعلقة بذلك المجال، إضافة إلى حركة التوسع في العقود الأخيرة في نشر الوثائق المتعلقة، ومعالجة آثار تطييف الصراع العثماني- الصفوي على الشيعية العامة في شمال بلاد الشام، متزامنًا مع تسنين السلطنة الصفوية لمجالها البشري الإثنو - مذهبي السني العام يومئذ، ليُتيح تعرفًا أوضح لجذور انهيار المشرق العربي في حضيض الصراع الجماعاتي الطائفي الراهن، والتحرر منه.