الخطاب الدعوي بين الواقع والمأمول
يناقش هذا الكتاب موضوع الخطاب الدعوي المعاصر من حيث قدرته على التصدي للغزو الثقاقي والفكري والروحي الذي تتعرض له الأمة من قبل أعدائها، بما يحافظ على هُويتها، وبما يواكب مستجدات العصر، وبما يأخذ بيدها لتستعيد مكانتها بين الأمم، لتكون كما يريدها الله: " خير أمة أخرجت للناس"، كما يقدم سبل الارتقاء به حتى يكون خطابًا قويًّا مؤثرًا قادرًا على إحداث التغيير المنشود؛ فيحقق الفهم، ويرسخ الإيمان، ويوحد الصف، ويشحذ الهمم، ويوجه الاهتمامات، ويرتب الأولويات ، ويرسخ الثوابت، ويفند الشبهات، ويحذر من عواقب الشهوات، ويقف الأمة على تاريخها،ويقفها على حقيقة دورها تجاه دينها وبنيها وتجاه غيرها من الأمم. ولقد تناول الكتاب هذا الموضوع انطلاقًا من واقع الدعوة والدعاة في قطر السنغال، ذلكم القطر الرائد بين دول غرب إفريقيا، والذي يقيم المؤلف فيه منذ سنوات، وعرفه عن قرب، بتركيبته الاجتماعية الطبقية، وتنوع تركيبته الأيديولوجية، وتجاذباته الدعوية و الفكرية والحزبية، ولعل الخطاب الدعَوي في مثل هذه الأجواء ليحتاج مع القوة في الطرح الى الحكمة وعمق الفهم ، وتنوع الأساليب وتجدد الوسائل، بما يجمع الأمة على الأصول، وبما يقضي على أسباب التشرذم والتفرق، وبما يصرف الهمم نحو ما فيه الخير للعباد والبلاد؛ ولذا فقد تعد هذه الدراسة وفق هذه المعطيات نموذجًا أرجو أن ينتفع به كل العاملين على تجديد الخطاب الدعوي في أي بلد كان ، وخاصة أولئك الذين يشتغلون بالدعوة في دول غرب إفريقيا وفي القلب منها السنغال، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.