مختصر كتاب: الاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر
أنزل القرآن الكريم إلى الناس كافة على امتداد أزمنتهم وأمكنتهم، ولا بد أن يبقى مفتوحاً للأجيال تنهل منه على اختلاف بيئاتها وأزمانها, وإنه لمن الأخطاء الجسيمة، أن تعمد مدارس أو فرق أو اتجاهات إلى محاصرة الوحي، فلا تسمح له بالامتداد إلا بمقدار ما تسمح به عقولها ومداركها، ومن تلك الأخطاء أيضاً إحاطته بقيود وضوابط اجتهادية، وحمل ألفاظه ومعانيه على تخصصات مدرسية اصطلاحية معينة بالشكل الذي يحجب دلالاتها المنفتحة والمستوعبة، ويحرم الآخرين من حقهم في الرأي والاجتهاد، ويجعلهم أسرى لحركة الجمود والتقليد فاقدين للقدرات الإبداعية الضرورية لاستئناف البناء. ولما كان الإشكال ههنا مرجعياً ومنهجياً، فقد جعل المؤلف من هذين الأساسين( المرجعي والمنهجي ) أرضية لمناقشة، وإعادة تركيب مجموعة من المفاهيم المحورية الموجهة لحركة التجديد والاجتهاد في الفكر الإسلامي والعربي المعاصر، مثل: الاجتهاد والتجديد، والإتباع والتقليد، والأمة، والمرجعية، والعالمية. ويعرض المؤلف-في هذا الإطار-نماذج من حركات الإصلاح والنهضة القديمة والحديثة، دارساً مرجعياتها ومنهاجها وبرامجها في الإصلاح والنهضة والتغيير، وعوامل انحسارها وإخفاقها، وسبل علاج ذلك وتقويمه. والكتاب في مجمله دراسة جادة ومستفيضة لمسببات ارتهان وتغييب الفكر و العقل المسلم، وسبل استعادته لفاعليته وبنائيته، في أفق العلم والمعرفة الكونية التي تتيحها رسالة الختم العالمية المؤهلة لأتباعها للانخراط الإيجابي في ساحة التدافع والتعارف الكوني التي تقودها، في ظل نظام العولمة،قيم غير رشيدة.