البديع في نقد الشعر
بلغ العرب في الجاهلية، مرتبة رفيعة من البلاغة والبيان والقدرة على صياغة الكلام، فأطالوا الشعر وافتنوا فيه وابتدعوا في أغراضه ومعانيه يدل على ذلك الشعر الذي تركوه، وتلك الآثار الأدبية التي خلفوها. ويصف الجاحظ الحالة اللغوية للعرب وقت نزول القرآن فيقول : " والكلام كلامهم وهو سيد عملهم، وقد فاض بيانهم، وجاشت به صدورهم، وغلبتهم قوتهم عليه عند أنفسهم حتى قالوا في الحيات والعقارب والذئاب والكلاب والخنافس والجعلان والحمير والحمام، وكل ما دب ودرج ولاح لعين، وخطر على قلب. ولهم بعد أصناف النظم وضروب التأليف،كالقصيد والرجز والمزدوج والمجانس والأسجاع المنثورة".