البترول العربي واستراتيجية تحرير الأرض المحتلة
كلمة استراتيجية يقصَد بها في أوسع معانيها: "فن استخدام القوى الذاتية لتحقيق الأهداف القومية". وكل صراع له استراتيجية، وكل استراتيجية لا بد أن تستند إلى نظرية عامة متكاملة. أجمع على ذلك خبراء الصراع السياسي، وسلَّم به قادة الجيوش العسكرية. والأمثلة لتأكيد هذه الحقيقة عديدة لا حصر لها. والأمة العربية يجب أن تفهم أنها لا تواجه اليوم عدوًّا محدود الأبعاد، وإنما هناك أكـثر من خصم واحد اتفقت أهدافُهم -ولو مؤقتًا- على تجزئة القارة العربية إلى عدة قرون. ثم ثانيًا هي استراتيجية ذاتية، فلا يكفينا بخصوصها أن نلجأ إلى نقل أفكار الآخرين. وكما أن (ماو تسي تونج) استطاع أن يخلق استراتيجية صينية لا تعكس المصالح المحلية والفكر القومي فحسب، بل كذلك التقاليد الصينية المرتبطة والمعـبرة عن الأوضاع الجغرافية والطابع القومي والـتراث الحضاري لتلك المنطقة، كذلك الحركة العربية في حاجة إلى خلق فلسفة حركية لوجودنا السياسي. إن الأمة العربية في حاجة إلى علم للحركة. وعلم الحركة يفـترض التألُّق الفكري والمشاركة العلمية، فضلًا عن القدرة على التخيُّل والتنبُّؤ مع استخدام الأساليب الفنية الـتي مكَّنتنا منها الثورة التكنولوجية في نطاق التحليل السياسي