هذا الكتاب لقد أصبح الاهتمام بتنمية وتدعيم الهوية الثقافية فى القرن الحادى والعشرين أصبح من الأمور الضرورية ؛ فلن تستطيع المجتمعات مواجهة مشكلاتها إلا إذا أدركت مؤسساتها التربوية والاجتماعية بمختلف أنواعها ضرورة العمل على تنمية هويتها الثقافية والحفاظ عليها . حيث أصبحت تلك الضرورة تمثل التحدى الأشد قوة فى عصــر اللا حــدود ، عصــر المستحــدثات التكنولوجــية والتقــدم المذهــل فى وسـائل الاتصالات ، والتى حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة ، يتأثر كل جانب من جوانبها وأركانهــا بمــا يحدث فى الجــانب الآخــر ، ومن هنـا أخذت الدول كافــة على عاتقــها مسئولية ومهمة تدبير الوسائل والآليات التى تكفل لها الحفاظ على هويتها ، بعد أن أصبح من حق كل فرد أن يختار ما يسمع أو يقرأ أو يشاهد . ويعد المسرح من أمتع ما يحس به الطفل؛ لأنه ينقله من عالم الواقع الذى يعيش فيه إلى عالم آخر يسعده ، عالم ملىء بالفرح والمتعة ، والانفعال ، والتأثير ، والخيالات المبهجة المريحة ، التى ينفس بها عن ضيق نفسه وعن الملل والرتابة ، وحالة التعقيد التى يعيشهـا فى عالمــه الحقيقى ، فمتابعة الطفــل لأحــداث المسرحية ، ومشــاهدة الشخصيــات ، والمواقف ، وإدراك الأفكار المطروحة من خلال الحوار المسموع والأحداث الجارية أمام عينه ، تسهم فى تنميته عقلياً وعاطفياً ، وجمالياً وثقافيا . ويســعى الكتاب الحــالى لإلقاء الضــوء على الهــوية الثقــافية من حيث مفهــومها ومستوياتها وأبعادها ، وأهمية مسرح الطفل كوسيلة تربوية هامة تعمل على تنمية الهــوية الثقــافية .