نظم الأبنية الهندسية

في ظل فقدان البوصلة الإسلامية في أكثر العلوم الحديثة، وهرولة الأمة الإسلامية نحو تلقي علومها وثقافتها من الغرب جاءت فكرة هذا البحث أو هذا الكتاب الذي تناول خطوات ومراحل أعمال البناء الهندسي من خلال المنظور القرآني والنبوي؛ في إطار منهج تكامل العلوم العقلية والتطبيقية مع العلوم النقلية التأصيلية، وقد حرص فيه المؤلف على إبراز تلك الخطوات إبرازاً يجسد تلك الحقيقة المؤلمة في هذا الزمن في نسيان العلاقة الطبيعية في وجود تكامل حقيقي بين العلوم المادية الحديثة والعلوم الأصيلة المنبثقة من الكتاب والسنة النبوية.

وقد قام الباحث في هذا الكتاب بوضع أربعة أهداف من الواقع العملي لإنشاء الأبنية الهندسية، وبحثها في الإطار العام لهذه الفكرة؛ فكان الهدف الأول فيه معرفة مقدمات العمل في البناء، والعوامل المؤثرة فيه، وغايات وأهداف البناء. ثم تناول الهدف الثاني فكرة البناء ومشروعية العمل، وأولوياته، وتنفيذه ضمن الحدود المخصصة للمشروع بمال حلال طيب؛ وكذلك أُسس التصميم الداخلي في غرفه، ومرافقه، وزخرفته؛ وضوابط التصميم الخارجي في منافذه، وسطحه، وارتداداته. أما الهدف الثالث: فكان في أمور تتعلق بتنفيذ البناء، فتناول البحث عقود العمل والمقاولات، وإدارة المشروع، وتنفيذ عناصره الأساسية، والأمانة في اختيار مواد العمل المناسبة، ثم دفع الأضرار عن العاملين وما جاور الموقع. وتناول الهدف الأخير موضوع ضمان أضرار البناء، وصيانته، ووسائل التفتيش لضمان المحافظة على البناء، وكذلك الانتفاع بالبناء ثم حقوق الجار والارتفاق، وحقوق الطريق، وانتهى بموضوع الاستدامة والزراعة المنزلية، والتخلص من المخلفات بإعادة التدوير.