في بدابات هذا البحث حدد صاحبه له هدفاً، قال عنه: (إنه بحث في حكمة العرب المسلمين، يعرض لإسهامهم الثقافي والحضاري عبر التاريخ، في سبيل استشراف مستقبل أفضل).
وقراءة هذا البحث تشهد بأنه قد اقترب كثيراً من تحقيق هذه الغاية الشديدة الطموح ففيه:
- عناية بالمنهج وتطبيقاته تسهم في خلق العقلية التي تهتم بالمنهجية والمعرفة.
- ومحاولة لإلقاء نظرة شاملة على حقول المعرفة الإسلامية.
- ورسم لخارطة الفكر الإسلامي عبر تاريخه.. وتضاريسه.
- وهو لا يقف عند قراءة مسيرة الفكر الإسلامي.. وإنما يعيد هذه القراءة، باجتهاد جديد، ووعي متميز بمسيرة هذا الفكر.. ودلالاته.. وتوظيف لهذا الوعي بالذات الفكرية الإسلامية في خدمة النهوض بهذه الذات الإسلامية.. ولتحقيق ذلاك، فالبحث يرصد ينابيع الفكر الإسلامي.. ثم يتتبع مسرته، في نموه وصعوده.. وفي توقفه وتراجعه.. ثم في بعثه وإحيائه..
جاءت هذه الدراسة لتقديم عرضاً موجزاً ومتماسكاً لمسيرة الفكر الإسلامي ولمعالم مشاريع تجديده.. ولسمات تميزه.. الأمر الذي بجعل واقعنا الفكري في أمس الحاجة إليها وإلي أمثالها، من الدراسات التي تجمع بين النقد للذات الفكرية، والتأسيس للمعالم الإيجابية، وتقديم البديل الإسلامي الذي نتقدم به لاستشراف المستقبل المأمول.