كتاب جديد ينضم إلى سلسلة تجارب التحول في دول العالم والتي تم البدء فيها عقب الحركات الاحتجاجية التي انطلقت ببعض بلدان وطننا العربي، وكان الهدف الرئيس من هذه السلسلة هو تقديم تجارب وخبرات لدول نجحت في مواجهة تحديات وقامت ببناء دولة بالمعنى التنموي الشامل، ولعل بعض التجارب ركزت على بعد محدد في سبيل استقراء أسباب النجاح وربما محاكاتها في دولنا أو على الأقل استلهام روح النجاح من بلدان كانت ظروفها سيئة واستطاعت النهوض مرة أخرى والتغلب على تلك العقبات في سبيل بناء الوطن.
تعيش فنزويلا كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، فكيف لدولة كانت تعتبر من أنجح الاقتصاديات أن تتحول إلى دولة مثالًا في الفشل؟ دولة خسرت ثلث الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات، دولة تقف اليوم على حافة الانهيار الاقتصادي بعد أن بلغت الديون الخارجية 150 مليار دولار في ظل وجود رئيس متمسك بالسلطة متغاضيًا عن حجم الخراب الذي يلحق ببلاده متجاهلًا المظاهرات المعارضة لسياسات الحكومة وللقتلى والجرحى نتيجة التصدي لهذه التحركات. هذا المشهد يختصر ما تعيشه فنزويلا اليوم بعد أن كانت دولة نفطية من العيار الثقيل والتي تمتلك أكبر احتياطات النفط الخام في العالم وصاحبة أكبر نسبة ذهب فى احتياطيات العملة .
ويبقى التأكيد أننا نسعى لتقديم تجارب لا تتسم بالكمال المطلق، بل هي تجارب نجحت في تقديم رؤى مختلفة للتغلب على صعوبات في مرحلة بناء الدولة، ويبقى الحكم النهائي للقارئ في مدى نجاح الدولة من خلال العرض التفصيلي لتلك التجربة، آملين أن نتحدث يومًا عن تجربة نهضة شاملة لوطننا العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.