يتناول هذا الكتاب ثلاث دراسات هي على النحو التالي:
الدراسة الأولى وعنوانها(المعاهد العلمية في الجمهورية اليمنية:نشأة وواقعاً ومستقبلاً). تزامن إعداد الدراسة قبل نشرها مع أزمة تربوية فكرية ذات بُعد سياسي جلي، بدأت تفاعلاتها الظاهرة عقب الوحدة اليمنية مباشرة في 1411ه- 1990م، واختتمت بصدور القانون العام للتربية والتعليم، رقم (45) لسنة 1413هـ-1992م، الذي قضى بدمج المعاهد العلمية وغيرها في إطار التعليم العام، غير أن القانون لم يطبق إلا في 2001م! وهذا يفسّر ما قد يبادر به القارئ الكريم عن السرّ في وضع مستقبلها أحد المحاور الرئيسة في العنوان، على حين أن القانون العام المشار إليه قضى بدمجها نهائياً.
أما الدراسة الثانية فتمحورت حول ظاهرة الاختلاف بين الأطر والمذاهب والجماعات والأحزاب (الإسلامية، وما إذا كان ذلك يؤذن بإعلان الاحتراب فيما بينها، أم لذلك مسوّغات شرعية وفكرية تجعل من ذلك الاختلاف مادة للإثراء والتعاون عوض التدابر والصراع، وذلك هو جوهر الانعكاسات التربوية في هذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان(المسوغات الشرعية والفكرية للعاملين للإسلام، وانعكاساتها التربوية).
وتأتي الدراسة الثالثة بعنوان(موقف الحركة الحوثية من كبار الصحابة: قراءة تربوية في المنهج والدلالة)، على خلفية الفتنة التي اندلعت في اليمن انطلاقاً من محافظة صعدة في منتصف 2004م، وما ورثته من صراع اجتماعي وتمزيق للحمة الوطنية، وارتداد مؤسف نحو التاريخ، لاستدعاء مآسيه، بدل الإفادة من دروسه وعبره.