سياسة الملك المؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود في استطلاع الرجال

By صاحب السمو الملكي الأمير: د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. أمير منطقة القصيم, د. محمد بن عبدالرحمن السلامة, د. سليمان بن محمد العطني, أ. د. أحمد بن عبدالعزيز البسام

سياسة الملك المؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود في استطلاع الرجال
Preview available

لقد كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - نموذجًا يُحتذى، وبمثله يُقتدى، وكان مثالاً للحاكم المتزن المتصف بالصفات الإسلامية، والشمائل المحمدية في سلوك حسن التعامل، واتباع منهج العفو عند المقدرة، ولقد لمست شيئًا من تلك الصفات من خلال تتبعي لسيرته الحافلة التي صادقت عليها المصادر المكتوبة الموثوقة ونقلتها أفواه المعاصرين له من عرب وأجانب، وما وعيتهو الممت به من الروايات التاريخية والشواهد في مجلس عمي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، وأعمامي الملوك فهد، وعبدالله رحمه الله، وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله، وغيرهم ممن تحدث وكتب بإعجاب عن تلك الخصلة النادرة في رجل

عظيم، استفرد بها عن غيره من القادة.

ومن خلال تأملي في سيرته العطرة، وإدراكي لمكانته، فقد أصبحت منجذبًا للتعمق في تاريخه، مهتما بإبراز منهجه ومآثره المتفردة، ومن هذا المنطلق حرصت على استضافة العديد من المؤرخين والمختصين في جلسات قصر التوحيد التي تنظمها إمارة منطقة القصيم، للحديث عن صفات هذا الرجل العظيم، وإبراز مآثره وكفاحه في مراحل توحيد هذا الكيان العظيم، ليكون قدوة لنا وللأجيال من بعدنا من خلال نماذج واضحة، وأمثلة جليلة، ومواقف مشهودة؛ استعمل فيها بنظرة ثاقبة سياسة إعادة تأهيل الرجال، ومنح الفرصة لكل مريد للحق والاعتدال، فتمكن - عبر تلك السياسة - من استصلاح المخالفين والخارجين عن الطريق القويم ليس بمنع عدائهم فحسب، بل وإعادتهم لجادة الحق، وتحويلهم للمسار الإيجابي، بل إنه قرّب أعداء الأمس وصاهرهم، وجعلهم بمثابة أسرته

في كل شيء؛ مما أسهم في تبديل مسيرتهم، من محاربين وأعداء إلى أدوات خير

وبناء، ليصبحوا من كبار القادة ورجال الريادة في شرف تمثيل الوطن وبنائه في

الداخل والخارج.