شهد المجتمع خلال الفترة الماضية العديد من التحولات والتغيرات التي كان نتاجها صعود موجة التيار؛ موجة التيار الديني، ومن ثم نتج عنه خطابات دينية متعددة الصور والأشكال وترتب على ذلك أيضًا تعدد أصناف الجمهور المتلقي لهذا الخطاب.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي بين أيدينا؛ لأنه بات لازمًا علينا أن نخصصه لدراسة متلقي الخطاب الديني نظراً لكثرة أعداد المتلقين له سواء كان مكتوبًا أو مسموعًا أو مرئيًا أو من قنواته المختلفة، بالإضافة إلى أنه لا يمكننا دراسة الجمهور المتلقي بمعزل عن سياقاته الاجتماعية والثقافية والسياسية التي ينتج ويتشكل فيها الخطاب الديني ويتم تلقيه. ومن ثم نستطيع أن نؤكد أن استخدام مفهوم التلقي والنظريات الخاصة به يعد سابقة في ميدان الدراسات الاجتماعية.
وكان من المنطقي أن يطرح هذا النقاش قضية مهمة مفادها كيف يتم تلقي الخطاب الديني لدى الجمهور؟ ومن السؤال تتفرع أسئلة عدة: ما قنوات تلقي الخطاب الديني؟ هل للتلقي سياق يُشكل فيه وما أهميته؟ ما هذه السياقات التي يشكل وينتج فيها الخطاب الديني؟ ما الأشكال التي يتجسد بها التلقي في الممارسات؟ هل تختلف عملية التلقي فيما بين الشرائح الاجتماعية المتباينة؟ هذه هي أهم التساؤلات التي تكشف أهمية هذا الكتاب. إن استقصاء الإجابة عن هذه التساؤلات، يكشف لنا عن نواحٍ مهمة فيما يتصل بعملية التلقي لدى الجمهور.
يتضمن الكتاب ستة فصول؛ الفصل الأول مقدمة في منهجية الدراسة، والفصل الثاني الدراسة العلمية للخطاب الديني: عرض ونقد، أما الفصل الثالث الاتجاهات النظرية.. نحو نموذج نظري للتلقي، ومن ثم الفصل الرابع سياق التلقي: السياق الاجتماعي والثقافي لتلقي الخطاب الديني في مصر، والخامس قنوات تلقي الخطاب الديني في مصر، وأخيرًا الفصل السادس آثار التلقي: نتائج التلقي.