تشهد علوم الشريعة والدراسات الإسلامية فى هذا العصر بوادر نهضة تبشر بتعزيز موقع العلوم ضمن اهتمامات الباحثين والمثقفين من المسلمين وغيرهم، وتقوم هذه النهضة على إطلاق حركة الإجتهاد الفقهى التى يقوم بها علماء الأمة المتخصصين ومجامع الفقه الإسلامى التى اعتمدت اليات النظر والإجتهاد الجماعى.
ويعكس الاهتمام بعلم المقاصد وعيا متناميا على أهمية هذا العلم فى حركة الاجتهاد بوصفه بابا واسعا لإظهار مقاصد الدين وأحكام الشريعة، ورافدا أساسيا لحركة الاجتهاد، ومدخلا مهما لإغناء الفكر الإسلامى المعاصر، وترشيد توجهاته وتأكيد مرجعيته وبيان هويته وإبلاغ رسالته.
ويعرض هذا الكتاب حول قواعد المقاصد موضوعا جديد من موضوعات علم مقاصد الشريعة الإسلامية، يستهدف بيان أهمية ضبط هذا العلم المتسع عن طريق قواعد محددة، حتى لايدخل فيه ما ليس منه، ولا يخرج منه ما هو من صميم مداولاته.
وعمد المؤلف إلى دراسة هذه القواعد عن طريق ما ساقه الإمام الشاطبى فى كتابه الموافقات فى أصول الشريعة، وأظهر أثر المقاصد فى ضبط عملية فهم النصوص، حتى يأتى هذا الفهم صحيحا راشدا، متبصرا بغاية المشرع ومقصده.
ويؤكد الكتاب على أن مقاصد الشريعة ليست مطية لتجاوز النصوص، وإلغاء مقتضياتها، وأن الدراسات المقاصدية تقوم على أسس متينة، وقواعد محكمة، وتتيح المجال لانطلاق علم المقاصد، بوصفة منضبطا فى ذاته، و ضابطا لغيره من العلوم.