يُعدُّ هذا الكتاب محاولة لتوثيق جانب من المناقشات والمداولات التي لم تتوقف، بين المفكرين الإسلاميين؛ (أي الذين ينطلقون من المبادئ والأسس الإسلامية) بشأن مفهوم الديمقراطية، ومدى تطابقه أو اختلافه مع ما جاء في تحديد أطر النظام السياسي في مصادر التشريع الإسلامية، لا سيما ما ارتبط منها بمفهوم الشورى الذي عرفه المسلمون.
ورغم أن هذا الكتاب اعتمد الشيخ محمد الغزالي نموذجاً؛ وذلك بعد استقراء أفكار التيارات والاتجاهات المختلفة عبر مفكريها، إلا أن هذا لا يمثل انتصاراً لتيار معين، بقدر ما هي محاولة لرسم إطار متكامل لرأي يعبر، وإلى حد كبير؛ عما تعتمده الحركات والأحزاب الإسلامية التي انخرط كثير منها في العملية السياسية الديمقراطية.
ويبقى هذا الكتاب دراسة فكرية، وليس دراسة شرعية تأصيليه. أي أنه يبحث في عطاء المفكرين الإسلاميين المعاصرين في مجال الديمقراطية وما ارتبط بها، دون الغوص كثيراً في دراسة الأدلة الشرعية؛ لأن الكثيرين يعتقدون أن المجال واسع لإعمال العقل و الفكر في الشؤون السياسية، فمجالها فيما لا يخالف الشرع وليس ما قال به الشرع.