يهدف الكتاب إلى فهم طبيعة صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية إذ أصبح ضرورة مُلحة وذلك من أجل تحسين منهج التعامل مع هذه الدولة وقراراتها. فآليات صنع قرارات السياسة الخارجية في الولايات المتحدة تعتمدُ بدرجة كبيرةٍ على نظام مؤسسي عقلاني تلعب فيه الرئاسة والكونغرس والمحاكم ووزارتي الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات أدواراً محورية . كما تتنافس هذه المؤسسات في وضع مصالح الولايات المتحدة على رأس أولويات الحكومة . وتتأثر قرارات الحكومة وطريقة صنعها بالكثير من العوامل الداخلية كتأثير الأحزاب السياسية وجماعات الضغط والإعلام والرأي العام . وبالتالي فإن تبني مواقف عقلانية في التعامل مع السياسات الأمريكية وسياساتها الخارجية تحديداً لا بد أن يعتمد على فهم علمي عميق لطبيعة صنع القرار السياسي الأمريكي وآلياته مما يضمن قدراً معقولاً من الإتزان في المواقف وطريقة التفكير بعيداً عن الجهل أو التكهن غير المثمر والذي قد يتركُ الإنسان العربي عُرضة للوقوع في التفسيرات الخاطئة وردود الفعل غير المثمرة.