يتناول هذا الكتاب فكرة هامة في مسار تاريخنا العربي الإسلامي من خلال سؤال مهم: كيف تحولت السيرة ومغازي رسول الله r إلى الشمائل والمعجزات والخوارق؟ مما أدى إلى تحول خطير نحو تسطيح فكر المسلم، ومن ثم توطين فيه الكسل والخمول والاتكال، فتكونت لديه عقلية الميل نحو السهل، والقبول بالأمر الواقع، وذهنية القابلية بدل التحدي، فأصبحت معالجة قضاياه بالإيمان بالغيبات وأدواتها، وأدى السياسيون والصوفيون دورا خطيرا في تعميق هذا الانحراف، واقتنعت غالبية الأمة بمصيرها، والعيش على فتات الغالب المباشر والحضاري.
وما قدم في هذا العمل من طقوس الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في البلاد العربية والإسلامية، ماهي إلا نماذج تمكن الباحث والقارئ من المقارنة والمقاربة، لكي يكون موقفه أونقده بناء بعيدا عن الانجراف العاطفي، والمؤثرات الخارجية، محكما عقله، ومدققا نظره، ومستخدما بصيرته في مسار تاريخي تراثي هام وخطير!
والقارئ لهذا السفر سيلمس خطوات هذا المسار ونقدها من خلال ستة فصول، وتصورات لطرق الحلول، ووسائل التجاوز أو التجديد.