هذا هو الكتاب الثّاني الذي أكتبه في هذه السّلسة المُعنْوَنة بـِ: (في لسانيّات اللّغة العربيّة: نحو منهج تكامليّ يبسّط القواعد والتّطبيقات)، وهو المستوى الثّالث، ووَفقا للخطّة التي أسير عليها؛ فقد جاء هذا المستوى مكمّلا للمستويين السّابقين، ويبني عليهما، فقد قلتُ منذ البداية إنّني قد تناولت في كلّ مستوىً منه –كما أشرت في مقدّمة الباب الأول- جانبًا من كلّ مستوىً من مستويات اللّغة الخمسة: الصّوت والصّرف والنّحو والمعجم والدلالة؛ قاصدًا من ذلك إلى أنْ يتلقّى الطالب في كلّ باب جرعة متكاملة من اللغة، فينظر إليها نظرة شاملة، انطلاقًا من الصّوت وانتهاء بالدّلالة؛ كي لا يبقى الطالب يُعرِب الكلمة قائلا: فاعل أو مفعول أو حال أو صفة ... وهو لا يربط ذلك بالمعنى النّهائيّ المقصود من الجملة التي يُعربها، ففي مستوى الصّوتيّات: إضافة لمراجعة المستويين السّابقين، فقد تحدثتُ هنا عن مخارج الحروف، وتناولت الصّوت اللغويّ وجهاز النّطق، كما تحدثت عن المقاطع الصّوتيّة، فتحدثت عن أنواعها، ولماذا ندرسها، ثم عرّجت على التّنغيم ودوره في إيصال المعنى.