طبيب مصري في برلين النازية

تدور أحداث هذا الكتاب عن قصة فريدة يخاطر فيها شخص بحياته لإنقاذ نفس غريبة عنه تماما من الهلاك الأكيد. أي بطولة وشجاعة هذه وما أعظم تلك الـمُثل الإنسانية التي جاءت بها.

هذه قصة الطبيب « محمد حلمي » المصري العربي الذي عَرّض حياته للموت في برلين أثناء الحكم النازي، وذلك لإنقاذ فتاة يهودية بريئة من هلاك أكيد في معسكرات العمل النازية، وهي « أنّا بوروس ».

وقد كان حلمي طوال وقته وتجربته مع النظام النازي العنصري رافضاً ومقاوماً، حتى أنه أعتقل وسجن لمدة عام وأُفْرِج عنه لأسباب صحية و لحاجة المجتمع للأطباء أثناء الحرب العالمية الثانية.

 لم تقتصر هذه المروية على ملحمة إنقاذ « أنَّا بورس » من الهلاك في معسكرات العمل النازية فقط و لكن امتدت لتقدم شخصية البطل محمد حلمي في سنين تكوينه وتظهر عوامل هامة في تربيته جعلته يرى الناس سواسية بلا عنصرية أو تحيز فقد تربى في مجتمع مصري يتمتع بالتعددية الإثنية والدينية واللغوية. تلك التعددية جعلته يقبل حق الغير في الحياة! فكان مستعداً للتضحية لإنقاذ تلك الفتاة في ملحمة استمرت ثلاث سنوات يراوغ فيها سطوة البوليس السري النازي ( الجستابو ) حتى وصلت « أنَّا » إلى بر الأمان وهاجرت إلى أمريكا بعد نهاية الحرب.

تعرضت المروية أيضا لفترة ما بعد الحرب في برلين وكيف أن الحياة عوضت حلمي بعد السلام بحياة هنيئة و تزوج من خطيبته « إيمي » الألمانية الآرية بلا مشاكل بعد سقوط النظام النازي الذي كان يُجِّرم زواج الآرية الألمانية من غير الآري كحلمي المصري. وقصةُ الكتاب تمجد المواقف التي تُسحق فيها الكراهية وتنتصر بها المحبة!