ولم يعرف المسلمون الأوائل التفريق بين السياسة والدين، بل جعلوا السياسة منخرطة ضمن تعاليم الدين، فلو قرأنا كتب الفقه لرأيناها تتكلم عن الأمور السياسية ـ حسب لغة تلك العصور ـ كما تتكلم عن الوضوء والصلاة والقيام، وهذا ما أكده ابن تيمية عندما قال: فالواجب اتخاذ الإمارة ديناً وقربة يتقرب بها إلى الله([1])، فجعل اتخاذ الحكم والسياسة من الدين وسيلة من وسائل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فالدولة في الإسلام من الدين، وأن الدين في الإسلام محيط بالسياسة وغيرها من النشاطات البشرية ومنظم لها جميعاً، لأن هذه العبارة منطلقة من ثقافتنا وحضارتنا