الحجاز والكوارث الطبيعية في زمن الأشراف العلويين (358- 923 هــ / 969- 1517م)

فَإنَّ الله – عَزَّ وَجَلَّ – قد جعل لبلاد الحجاز مكانة رفيعة في قلوب المسلمين، وَفَضَّلَهَا على بقاع الأراضين، وَلِمَ لا وبها البلد الأمين وقبلة المسلمين – الكعبة المشرفة - ومسجد سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم، وعلى الرّغم من ذلك فَإنَّ المتتبع لتاريخ بلاد الحجاز يجد أن بعض أهلها قد مَرُّوا بالعديد من الشدائد والحوادث التي عَكَّرَت عليهم صفو الحياة الكريمة التي كانوا يعيشونها.

وتعد الكوارث الطبيعية من أهم الشدائد والحوادث التي أثرت على شتى مناحي الحياة في بلاد الحجاز، لذا وقع الاختيار عليها لتكون موضوعًا للبحث والدراسة، وقد جاءت هذه الدراسة بعنوان: الكوارث الطبيعية في بلاد الحجاز زمن الأشراف العلويين (358- 923هــ / 969- 1517م) (أنواعها، آثارها، أساليب مواجهتها).

والكوارث الطبيعية: هي الكوارث التي تتحكم فيها المشيئة الإلهية، وليس للإنسان دخل في أسباب وقوعها، ولكن قد يتسبب في زيادة حجم الخسائر المترتبة على وقوعها بالإهمال وعدم اتخاذ الاحتياطات الملائمة لتفادي تلك الآثار الضارة أو التخفيف منها.