إن التصور الذي اعتمده البحث في الفصل الخاص بالعجمي أو المستعرب أو الدخيل القرآني يحدد اتجاه التحليل والمناقشة، ومن ثم المخرجات والنتائج. ويرجع ذلك إلى أن البحث في هذا الفصل يمكن أن يقوم على تصورين مختلفين، القديم والحديث. الأول لاحظ وجود علاقة بين اللغة العربية وعدد من اللغات الأخرى التي استعارت منها العربية كلمات، لكنه لم يصل إلى جوهر هذه العلاقة، ويمكن اعتبار سؤال ابن عباس للرجل العبري عن المني استخفافا في قول الله .
الله تعالى: وقل: قدموا الدليل الذي يدل على هذا المنهج. وتطورت شيئا فشيئا القناعة بوجود ارتباط قوي بين هذه اللغات، حتى وصل اليقين عند ابن حزم الظاهري (ت 456هـ) الذي عبر عنه بقوله: “من تأمل العربية” والعبرانية والسريانية سيتيقنون أن اختلافهم إنما هو في كيفية ما ذكرناه من التغير المستمر في ألفاظ الناس. الأوقات والبلدان المختلفة والأمم المجاورة، وهم
أصلا لغة واحدة. ومنذ أن تأكدنا من ذلك
السريانية هي أصل اللغتين العربية والعبرية.