تضمن الكتاب وصفا للحياة الاجتماعية في حي سكني هادئ في مدينة القاهرة منذ ثمانين عاما. وسجل ذلك الوصف بعض تفاصيل أسلوب حياة راح وضاع مع سنة طبيعة التطور. ولكن تمكن الراوي، وهو المؤلف، من إحياء ذلك النموذج الجميل الذي عاشه و وعته ذاكرته فتمكن من إبقائه مسجلا في ذلك الكتاب لكي يكون ذكرى نتعلم منها كيف كانت الحياة الاجتماعية بحلوها ومرها في ذلك الزمان وكيف تطورت فوصلت إلينا في الصورة الحالية، وركز السرد على النواحي التي وجد فيها المؤلف معان عميقة تفيد القارئ في زماننا هذا. وجاءت تلك "المروية" جلها من تجاربه الشخصية أساسا.
المواجهة بين ما كان وما صارت إليه الحياة في يومنا هذا سوف تثري القارئ وتمكنه من التمتع بذكريات من الماضي القريب الذي مازال يؤثر في حاضرنا دون ان ندري. وأضافت "المروية" فصلا عن نواحي الحياة السياسية والثقافية في تلك الأيام؛ لتكون إطارا يتفهم منه القارئ ما كان عليه حي حلمية الزيتون، وما كان يدور فيه. وتضمنت كذلك سردا قصيرا لأهم الأحداث والتطورات العالمية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وما بعدها، كي تصبح كخلفية أوسع لتصور ما نرويه عن الحياة الاجتماعية في حي حلمية الزيتون.