حول كتاب جماليات التناقض
د. محمد سمير عبد السلام - مصر
"جماليات التناقض – قراءات نقدية في الأدب والثقافة" كتاب نقدي حديث للناقد المصري د. محمد سمير عبد السلام، صدر عن دار التيسير للنشر 2015 م، ويضم الكتاب مجموعة من المقالات، والدراسات النقدية نشرت في بعض الدوريات والصحف، والمواقع الإلكترونية؛ مثل الكلمة، وأخبار الأدب، وبوابة الأهرام، وغيرها، ويقرأ الناقد النصوص من خلال استراتيجيات نقدية تفكيكية، وثقافية، ونسوية، موضوعاتية.
وينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين؛ الأول يتناول قراءات لأعمال أدبية عربية، وعالمية، أما القسم الثاني فيضم قراءات في الفكر، والنقد، والثقافة العالمية، وبعض أعمال الأدب العالمي.
ويتناول الناقد في القسم الأول صوت الذات، والصوت التمثيلي المكمل الذي يتداخل مع شخصيات فنية كزوربا في مجموعة "أسماء مستعارة" لعبد الرحمن منيف، والكشف عن التداخل بين السيري، والجمالي في الحضور الفريد الذي يجمع بين السؤال الفلسفي، والاتحاد بالعناصر الكونية، والطبيعية، والأماكن، والمقاهي في شخصية المثقف في نص "عروة الزمان الباهي" لمنيف، ورصد حالة التجزؤ بين حالتي المفعولية الممزوجة بالقوى السلبية، وفاعلية السؤال، والارتقاء الروحي للشخصية في رواية "اللاسؤال واللاجواب" لفؤاد التكرلي انطلاقا من أداة الأسلوب الأخير التي طورها إدوارد سعيد، أما "التائهون" لأمين معلوف، فقد تناولها انطلاقا من تحول الهويات المتعارضة - في فكر معلوف – نحو تشكل الضمير الكوني في سياق كوكبي، يحتمل التعارض، وتجاوز المركزيات الطائفية معا، ثم يكشف عن الهوامش التأويلية المحتملة للقطات السردية في رواية "وردية ليل" لإبراهيم أصلان؛ فثمة حياة سرية للأشياء الصغيرة، وتجليها في وعي، ولا وعي الشخصية، ويكشف عن أصالة الصوت المهمش في مجموعة "الدساس" لخيري شلبي؛ إذ تستشرف الشخصيات واقعا يشبه الحلم، تتحد فيه الشخصية بنموذج الأصالة في حضور حلمي يستنزف الواقع، والبنى المهيمنة، ويكشف عن تعددية التمثيلات الاستعارية للذات، والأنثي في "طريق النسر"، و"الزمن الآخر"، و"يقين العطش" لإدوار الخراط؛ فالوجود الفني للشخصية يراوح بين الكوني، والأسطوري، والواقعي، والجمالي في نسيج نصي متداخل، ويتناول الخرائط التصويرية لمدلول الأبدية في "متون الأهرام" لجمال الغيطاني؛ فالأشكال والصور تتداخل، وتحمل دلالة عشق عالمي، واتصال بين الداخل، والوسائط الرمزية، والقوى الكونية والحلمية الفريدة، والفاعلة في النص، ويكشف عن التفاعل بين الفن، وإيقاع الحياة اليومية في مجموعة "الغندورة" لفؤاد قنديل؛ فالواقع يبدو جماليا في صيرورة شخصوصه، وتفاصيله، كما يوشك الفن أن يخرج عن الإطار باتجاه المتوالية السردية الواقعية، وقد رصد التفاعل الجمالي المفتوح بين الهوية الأنثوية، وتمثيلاتها المحتملة في الحكايات، والأساطير، والأعمال الأدبية، والفنية، وسير بعض المؤلفين في سيرة ميرال الطحاوي / "امرأة الأرق"، وكذلك العوالم الافتراضية التمثيلية التي تتجاوزالبنى الواقعية للقصة من داخلها في مجموعة "عدوى المرح" لهدى توفيق، والولادة المحتملة للأنثى، وخصوصيتها الذاتية، والثقافية في رواية "سفر اليقظة" لشطبي يوسف ميخائيل.
ومن الدراسات، والمقالات في القسم الثاني الذي يتناول بعض أعمال المفكرين، والنقاد، والأدباء العالميين: دراسة "إعادة تأويل التحولات الحضارية في فكر إيهاب حسن"، ويتناول فيها منظور حسن العالمي المبني على حالة التداخل بين الأعمال الفنية، والنصوص ذات الطابع الإنساني، واستراتيجياته التفكيكية ما بعد الحداثية في تناوله لنصوص بيكيت وغيره في كتاب "أدب الصمت"، كذلك تناوله للتفكيك، واستراتيجية الإكمال عند دريدا، وموقف إدوارد سعيد من مشكلة النصية في "حضور دريدا"، ويناقش لحظات التجدد في بنى العنصر الثقافي السائد في فكر أرنولد توينبي، ومدلول التشبيه، وتحولاته، واختلاط الصورة بالواقع في فكر بودريار، وجماليات التناقض ما بعد الحداثي في تناوله لعنصر الاختفاء من داخل الحضور في حواره مع جان نوفيل في "الأشياء الفريدة"، والتكوين الحدسي للمكان، ما يحمله من عزلة حضارية محتملة في قصص "الفهد جورج" لدوريس ليسنغ، و يتناول الوعي، واستنزاف اللحظات الفارغة في مسرحية "خطبة لاذعة ضد رجل جالس"؛ فنغمات الماضي العبثية تهيمن على خطاب البطلة، وتزدوج بالنهايات المحتملة، والفراغ، والصمت، ويتناول قراءة هنري ميلر الإبداعية لسيرة رامبو، وتداخلاتها المحتملة مع فعل التأويل، وتجدد النص في المتلقي في كتاب ميلر "رامبو وزمن القتلة"، ثم يكشف عن السخرية، والتمرد في الأنساق الخطابية لشخصيات باتريك موديانو، ونزوعها ما بعد الحداثي للتجاوز في رواية ."مجهولات"
المؤلف: د. محمد سمير عبد السلام - مصر
ناقد أدبي وفني
حاصل على درجة الدكتوراة في الآداب لغة عربية من قسم اللغة العربية بآداب المنيا تخصص أدب عربي حديث سنة 2011
دار النشر: دار التيسير
حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف
سنة النشر 2015
تصميم الغلاف للفنان فتحي إدريس