تتناول هذه الدراسة ما تسميه بـ" خطاب السلطة والخطاب المضاد" الذي عبرت عنه أو جسدته أو أخذ طريقه إلينا عبر نصوص الشعر (في صيغتها المدحية) التي كانت تبث أو تنشر عبر وسائل إعلام سلطة الأئمة في اليمن في الفترة من 1938 – 1962م.
فعلى الرغم من أهمية هذا الخطاب وخطره في سياق الحركة السسيو-سياسية – ثقافية – إبداعية في اليمن إلا أنه ظل يعاني من الإقصاء والتهميش على مستويين اثنين، على الأقل:
1. على مستوى الدّراسة والتّحليل؛ فقد أهملت الدّراسات الأدبيّة والنّقديّة التي تناولت الخطاب الشّعريّ اليمنيّ الحديث هذا الخطاب, فلم تدرسه بعمق, بحيث تتبّع مراحل نموّه وتطوّره, وتعرض لأهمّ ممثّليه, وهم ذوو نوازع ومشارب مختلفة بأجمعهم, أو بعضهم على الأقلّ, لذلك فإنّ الشّذرات التي نقع عليها في تلك الدّراسات ممّا يتصل بهذا الخطاب في هذه المرحلة, قد جاءت قاصرةً في شمولها وإحاطتها, غير دقيقة في نتائجها وأحكامها.
2. وعلى مستوى الجمع والتّحقيق: فقد انصرف الباحثون والمحقّقون- لسبب أو لآخر- عن الاهتمام بجمع النصوص الممثّلة لهذا الخطاب المبعثرة في مصادر منوّعة: دواوين الشّعراء, المخطوطات, الصّحف, المجلّات, لتقديمه إلى القارئ الذي ما يزال يجهل عنه الكثير, رغم ما له من أهميّة تاريخيّة واجتماعيّة وإبداعيّة.