أن العولمة تمثل فعلاً محفز لممارسة الإدارة الدولية لأنها عبارة عن تحدي وفرصة في ذات الوقت، فهي تحدي لأن عدم استثمار معطياتها الإيجابية، وبخاصة التكنولوجية المتقدمة وخبرات السوق الدولية المتنوعة وزيادة التكامل الثقافي، يعني بقاء المنظمة على حالها ومن ثم تدهور ادائها وبالتالي موتها وانسحابها من السوق، ولكن من خلال اعتماد آليات التحفيز يمكن تحويل التحدي إلى فرصة لدخول الأسواق الدولية وتوسيع الحصة السوقية واكتساب خبرات جديدة في المجال البشري والتكنولوجي، تساهم في زيادة عوائد المنظمة وتثبيت سمعتها دولياً
مما لا يختلف عليه اثنان، أنه في ظل العولمة وزيادة التداخل والعلاقات الدولية والاقتصادية نتيجة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت مسألة الانفتاح على العالم وممارسة الأعمال الدولية في أكثر من دولة وخارج الحدود الوطنية، مسألة في غاية الأهمية كونها تمثل ضرورة فرضتها بيئة التنافس العالمي لما تفرزه من مزايا وفرص لا تتوافر في
البيئات الوطنية
ومن هذا المنطلق أصبح الاهتمام بتطوير منهج متخصص في الإدارة هو – منهج إدارة الأعمال الدولية – ضرورة ملحة لتوفير المعارف والمعلومات وتطوير المهارات والخبرات في مجال إدارة الأعمال خارج الحدود الوطنية
وتأسيساً على ما تقدم جاء هذا المؤلف (إدارة الأعمال الدولية – منظور سلوكي واستراتيجي) للزميلين أ. د. زكريا الدوري ود. أحمد علي صالح
الذي يهدف إلى توسيع مدارك القارئ بالمرتكزات الفكرية والعمليات السلوكية والاستراتيجية لإدارة الأعمال الدولية
ولتحقيق الهدف السابق سعا الزميلين إلى انتهاج منظورين في إعداده، أولهما: استراتيجي يركز على استشراف وتحليل البيئة الدولية وقراءة المخاطرة السياسية على وفق منهجية علمية، وثانيهما: منظور سلوكي يسلط الضوء على أهمية الثقافات الدولية وآليات التعامل معها والتكيف وإدارة الأخلاقيات في البيئة الدولية، فضلاً عن عرض وتوضيح وضائف وعمليات الإدارة الدولية وأساليب تنظيمها
وأخيراً نعتقد أن هذا الكتاب، يُعد مصدراً مناسباً للدراسات الأولية والعليا في الجامعات، فضلاً عن أهميته للمديرين والعاملين في الشكات والمشاريع الدولية