فإنَّ اللّغةَ العربيةَ تُدرسُ على أربعةِ مستوياتٍ، هي: الصّوتُ، و الصّرفُ، و النّحوُ، والدّلالةُ، و يُعدُّ الصّرفُ أهمَّ هذه المستوياتِ ؛ إذ " يحتاجُ إليه جميعُ أهلِ العربيةِ أتمَّ حاجةٍ، و بهم إليه أشدُّ فاقةٍ ؛ لأنّه ميزانُ العربيةِ، و به تُعرفُ أصولُ كلامِ العربِ من الزّوائدِ الدّاخلةِ عليها، ولا يُوصَلُ إلى معرفةِ الاشتقاقِ إلّا به "
إنَّ البحثَ في علمِ الصّرفِ شاقٌّ صعْبٌ، إذ ذكرَ أعلامُ الصّرفيينَ الأوائلُ هذه الصّعوبةَ في مؤلّفاتِهم، يقولُ ابنُ جني واصفًا علمَ الصّرفِ: " لمّا كانَ عويصًا صعْبًا بُدِئَ قبلَه بمعرفةِ النّحوِ، ثمَّ جِيءَ به بعْد، ليكونَ الارتياضُ في النّحوِ مُوَطِّئًا للدّخولِ فيه، و مُعينًا على معرفةِ أغراضِه و معانيه "، ولصعوبةِ علمِ الصّرفِ " لا تكادُ تجدُ لكثيرٍ من مُصنّفي اللّغةِ كتابًا إلّا و فيه سهوٌ وخللٌ في التّصريفِ " ، لهذا جاءت البحوثُ و الدّراساتُ في الصّرفِ العربي قليلةً إذا ما قِيسَتْ بالدّراساتِ الّتي أُجرِيَتْ في النّحوِ العربي