يستعين هذا الكتاب بواحدة من أكثر مناهج الاستقصاء فعالية من أجل أن يقدم لقارئه تصورا حول طبيعة الظروف التي خاض فيها عدد من كبار أدباء الجزائر غمار المعترك الإبداعي في لحظة اجتماعية وسياسية فاصلة.
فإذا كان الأديب هو ابن بيئته، وهو مرآة لمخاضاتها العسيرة، فإن أدباء التسعينات الجزائريين، كانوا أبطالَ معركة حياة لم يسبق أن كانت على ذلك المستوى من الاضطراب والضياع وانقلاب الصورة.
لقد كان من المهم بالنسبة للأدب أن يكشف عن تلك المكنونات التي تركت بصمات مؤثرة في بناء الثقافة العامة، كما كان من المهم أن نعرف كيف قرأت الجامعات الجزائرية تلك البصمات.
وهذا الكتاب إنما يقرأ ما قرأته الأكاديميات الجزائرية، ومن هنا يكشف عن فرادته وأهميته الخاصة.
إنه بالأحرى إعادة قراءة للصورة التي انعكست في مرآة واقع بدت عاجزة عن أن تقدم صورة واضحة.