يرسم هذا الكتاب ملامح وآفاق الظاهرة الإسلامية في المشرق العربي من خلال قراءة متمعنة لواقعها الجيوسياسي.
ولئن سلط الضوء على التيارات الرئيسية الثلاثة لتلك الظاهرة، وركز على الأوجه الرئيسية لمنهجها العقائدي، فإنه ركز النظر على تيارها الوسط، معتبرا أن الظروف الإقليمية والدولية، وطبيعة الصراعات القائمة بين الأطراف الفاعلة في المنطقة، تفتح الطريق أمام هذا التيار لكي يلعب دورا بارزا في تقرير مصائر المنطقة ووجهات المستقبل فيها.
ولقد حرص المؤلف على الوقوف على ضفة التحليل الموضوعي، من أجل أن يقدم قراءة تنحاز الى جانب الحقائق الاقتصادية والاستراتيجية أكثر بكثير من الانحيار الى موقف أيديولوجي مسبق.
إنه يرسي بذلك أساسا مختلفا للنقاش، قبولا ورفضا، أكثر ميلا الى المعرفة، منه الى السياسة.